الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الحرب التجارية بين أميركا والصين تهدد النمو العالمي

الحرب التجارية بين أميركا والصين تهدد النمو العالمي
الحرب التجارية بين أميركا والصين تهدد النمو العالمي
A+ A-

تصاعدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مع دخول رسوم جمركية أميركية جديدة حيز التنفيذ أمس على بضائع صينية مستوردة، ردت عليها الصين بإجراء مماثل يستهدف بضائع أميركية، الأمر الذي يزيد المخاطر على النمو العالمي.

وخلافاً لتحذيرات الكثير من الخبراء الاقتصاديين والشركات، فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتباراً من الساعة الساعة 00:01 (4:01 بتوقيت غرينيتش) الاثنين رسوماً جمركية مشددة بنسبة 10 في المئة على ما قيمته 200 مليار دولار من المنتجات الصينية.

وردّت الصين متهمة الولايات المتحدة بأنها "وجهت سلسلة من الاتهامات الكاذبة واستخدمت زيادة الرسوم الجمركية وغيرها من تدابير الترهيب الاقتصادي لفرض مصالحها الخاصة على الصين من خلال ممارسة ضغوط قصوى". ونددت الحكومة الصينية في وثيقة بسياسة "أميركا أولا" التي يعتمدها ترامب مؤكدة والتي على "الأحادية والحمائية والهيمنة الاقتصادية". وسارعت بيجينغ إلى فرض رسوم جمركية بنسبة 5 أو 10 في المئة على واردات سنوية من المنتجات الأميركية بقيمة 60 مليار دولار، في تصعيد للحرب التجارية بين القوتين الاقتصاديتين الأوليين في العالم.

ويطالب ترامب منذ أشهر الصين بوضع حد لممارسات تجارية يصفها بأنها غير نزيهة، وينتقد خصوصاً إرغام الشركات الأميركية الراغبة في دخول السوق الصينية على تقاسم مهاراتها التقنية مع شركاء محليين، كما يتّهم الصين بـ"سرقة" الملكية الفكرية.

وصرح وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأحد لشبكة "فوكس نيوز" الاميركية للتلفزيون بأن "الحرب التجارية التي تخوضها الصين ضد الولايات المتحدة مستمرة منذ سنوات". وأضاف: "سنحقق نتيجة ترغم الصين على التصرف بالشكل الذي نتوقعه من قوة، قوة عالمية" بما يضمن "الشفافية ودولة القانون. لا يمكن سرقة الملكية الفكرية".

وتفرض واشنطن منذ آذار رسوماً جمركية مشددة على واردات الصلب والألومينيوم بنسبة 25 في المئة و10 في المئة على التوالي، مبررة هذا الإجراء بدواعي "الأمن القومي". وعلق رئيس قسم الاقتصاد في وكالة "فيتش" للتصنيف الائتماني بأن "الحرب التجارية باتت واقعاً".

ومما يزيد تعقيدات الوضع أن الحوار يبدو مقطوعاً بين الطرفين. وأوردت صحيفة "الوول ستريت جورنال" أن بيجينغ ألغت زيارة مقررة لوفد من المفاوضين الصينيين في 27 ايلول و28 منه لواشنطن، كما أن مفاوضات سابقة أجريت أواخر آب لم تسفر عن نتيجة.

ورأت "فيتش" الجمعة أن "السياسات التجارية الحمائية للولايات المتحدة بلغت نقطة باتت فيها تؤثر فعلاً على آفاق نمو عالمي لا تزال قوية"، وقد خفضت الوكالة توقعاتها للنمو في الصين إلى 6,1 في المئة هذه السنة، بتراجع 0,2 نقطة مئوية عن توقعات حزيران، فيما باتت تتوقع نمواً عالمياً بنسبة 3,1 في المئة في 2019 بتراجع 0,1 نقطة مئوية. ولاحظت "فيتش" أن النمو الاقتصادي في العالم "أقل توازناً وأقل تناغماً".

ومما يزيد من المخاطر على التوسع الاقتصادي دخول ترامب في نزاع تجاري مع كل الشركاء الرئيسيين للولايات المتحدة. وقد توصل في الوقت الحاضر إلى هدنة هشة مع الاتحاد الأوروبي والمكسيك، لكن إدارته تجري مفاوضات صعبة مع كندا.

ويبدو الآن أن اليابان التي تسجل الولايات المتحدة معها عجزاً تجارياً بقيمة 56,6 مليار دولار، باتت هدفاً للرئيس الأميركي. وبعث عملاق التوزيع "وولمارت" برسالة أخيراً إلى إدارة اترامب حذر فيها في أنه في حال فرض رسوم جمركية جديدة على البضائع الصينية، فقد يعمد إلى زيادة أسعاره على مجموعة واسعة من المنتجات التي تراوح بين المواد الغذائية من أسماك وصلصة الصويا والطحين وغيرها، إلى لوازم العناية الشخصية والصحة مثل الشامبو والصابون وأدوات التنظيف.

ولفتت سارة ثورن التي كتبت الرسالة وهي تعمل للترويج لـ"وولمارت" إلى أن هذه الرسوم الجمركية ستزيد نفقات الأسر على هذه المنتجات ذات الاستخدام اليومي. وشددت من جهة أخرى على أن "أياً من هذه المواد غير مرتبط بالملكية الفكرية ولا بأي أسرار تجارية، ومن الصعب تالياً أن نفهم كيف سيؤدي فرض رسوم على هذه المنتجات إلى حل تلك الإشكاليات المعقدة". وتتزايد مخاوف أوساط الأعمال مع تهديد ترامب باستهداف منتجات صينية إضافية بقيمة 267 مليار دولار إذا ردت بيجينغ على الرسوم المفروضة على ما قيمته 200 مليار دولار من سلعها.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم