الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

كيانات مدينيّة كبرى: فرصةٌ لتغيير حقيقي

Bookmark
كيانات مدينيّة كبرى: فرصةٌ لتغيير حقيقي
كيانات مدينيّة كبرى: فرصةٌ لتغيير حقيقي
A+ A-
هل تساءلتم يوما، لماذا يتلوث بحر بيروت بالمجارير؟ لماذا لا يتمّ تشغيل محطات الضخ المنشأة في الشيّاح لإيصال المجارير إلى محطة التكرير في الغدير؟ لماذا لا يتمّ استكمال مشروع بناء محطة التكرير في منطقة برج حمود؟ مرّد ذلك تقسيم كيان مديني واحد، هو ما يتعارف عليه ببيروت الكبرى، إلى نطاقات جغرافية مستقلة بعضها عن بعض يتولى إدارتها أفرقاء سياسيون متخاصمون في كثير من الأحيان، لا يأخذون في الاعتبار وجوب التكامل بين الشبكات الخدماتية التي تلبي احتياجات هذه النطاقات. يمكن القول إنّ لبنان كناية عن تجمع مُدني كبير، حيث يعيش ما لا يقل عن 80% من سكانه في المدن، و60% منهم (أيّ سكان لبنان) في المدن الخمس الكبرى (بيروت وطرابلس وصيدا وصور وزحلة)، و30% منهم في بيروت الكبرى. وهذا التركز الكبير للسكان والأنشطة في قسم صغير من البلد يدلّ على أنّ الطاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للبنان تتجمّع بكثافة في المدن، في نموذجٍ يتماشى مع الاتجاهات السائدة عالمياً. فالدراسات العلميّة تُظهر أنّ 60% من إجمالي الناتج المحلي العالمي ينتجه فقط 20% من سكان العالم الذين يعيشون في 600 مدينة حول العالم Cadena, Dobbs, and Remes 2013)). تؤمّن المدن البنى التحتية المشتركة التي تُمكِّن الناس من التواصل، وتبادُل الأفكار، وإطلاق مشاريع مشتركة والعمل على مبادرات جديدة، ما يجعلها محرّكات للنمو البشريّ. من هنا، فإنّ التجمعات المدنية في لبنان، إذا أحسنت إدارتها، تمثل فرصة حقيقيّة لتحفيز النمو، وتمكين لبنان من مواجهة التحديّات الاجتماعية والاقتصادية، وخلق مساحات مشتركة للتلاقي، ما يساهم في تعزيز التضامن الاجتماعي من خلال بلورة مفهوم مشترك للمصلحة العامة. لكنّ واقع المدن اللبنانيّة بعيد عن تحقيق إمكاناتها. فهي مجزّأة ومقسّمة ومفقَرة. التنقّل في شوارعها شاق بسبب زحمة السير الخانقة. والعيش أو العمل فيها صعب، بسبب غلاء كلفته، نتيجة ارتفاع أسعار الأراضي. وهذا يؤدّي إلى تردي مستوى الحياة في مدن لبنان، وانخفاض ملموس لإمكان تحوّلها مساحات للاختبار والتغيير الإيجابي وبلورة الفرص الاقتصادية المستدامة. كيف يمكن تجاوز هذا الواقع؟ من شأن إنشاء تجمعات مدينية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم