الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

النظام التعليمي اللبناني

Bookmark
النظام التعليمي اللبناني
النظام التعليمي اللبناني
A+ A-
أتعاون، بصفتي عضوة في الهيئة التعليمية في قسم التربية في جامعة عريقة ومرموقة في لبنان، مع أساتذة من جامعات خاصة أخرى وكذلك من الجامعة اللبنانية بهدف تعزيز التعليم على مختلف المستويات في البلاد. أعمل أيضاً عن كثب مع مديرين ومعلّمين في المدارس الخاصة والرسمية على السواء.في الأعوام القليلة الماضية، زرت مدارس في الخارج، وعلّمت في الغرب، وناقشت شؤوناً تربوية مع اختصاصيين أكاديميين في مؤتمرات وورش عمل وندوات وغير ذلك. قرأت عدداً كبيراً من الدوريات المهنية والأكاديمية، وأجريت بحوثاً، وشاركت في وضع مقالات وفصول في كتب نُشِرت على صعيد دولي. وتسنّت لي أيضاً فرصة تدريب عدد كبير من مديري المدارس الرسمية حول سبل إجراء تقييمات ذاتية لأغراض التحسين المدرسي. هذا المقال هو نظرة نقدية إلى تراجع نظامنا التعليمي، ويسعى إلى تقديم مقترحات لإصلاح منظوماتنا المدرسية عبر إشراك أصحاب الشأن (المسؤولين في البلاد، المعلّمين، الجامعات الخاصة، وسواهم). ترد التوصيات في ختام المقال. ويستند العرض أدناه إلى كل ما تقدّم.يشكّل عدم الاستقرار السياسي، والأزمة الاقتصادية، والانقسامات الدينية، والنزاعات بين الطوائف، عوائق شديدة تعترض تقدّم النظام التعليمي في لبنان. والسبب وراء هذا التعطيل، في رأيي، ليس نقص التمويل، بل غياب الخطط الاستراتيجية ذات الفاعلية والكفاءة. في الواقع، تلقّى القطاع التعليمي في لبنان عدداً كبيراً من المنح بغية تحديث البنى التحتية للمدارس وتدريب المعلّمين ومديري المدارس، إنما من دون جدوى.أعتقد شخصياً أن المتابعة المنهجية لهذه المبادرات تكاد تكون معدومة، وللأسف، المساءلة غائبة تماماً. لقد جرى التخطيط لعدد كبير من المشاريع، إنما قلة منها فقط سلكت طريقها نحو التنفيذ؛ هذا فضلاً عن المشاريع الكثيرة التي لا طائل منها بسبب عدم وضع خطة استراتيجية محددة بوضوح، وغياب مؤشرات الأداء الأساسية الواضحة التي تربط بين جميع هذه المشاريع والمبادرات بما يقود إلى نظام تعليمي محسَّن ومستند إلى الأدلة.يحتاج النظام التعليمي (والمناهج التعليمية) في لبنان إلى مراجعة نقدية واستراتيجية؛ يجب إدراج المهارات الأساسية (مهارات التعلّم، والمهارات الحياتية، ومهارات الإلمام بالقراءة والكتابة) التي يحتاج الطلاب إلى اكتسابها ليتمكّنوا من التنافس بنجاح في عالمٍ يتغيّر باستمرار. لسوء الحظ، لا تزال مؤسسات تربوية كثيرة في لبنان تُثمّن العلوم أكثر من الإنسانيات واللغات والفنون؛ كما أننا ندفع بالطلاب إلى حفظ مقدار كبير من المعلومات غيباً بدلاً من...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم