دَور الجامعة في إصلاح التعليم العامّ

1. من المسلّم به أنّ أيّ عمليّة ترميم أو إصلاح أو إعادة نظر تتناول مناهج التعليم والتربية بوجه جزئي أو بصورة شاملة تتطلّب توظيف الوفير من الموارد البشريّة والماديّة واللوجستيّة والقدر الواسع من الوقت والجهود. وما الاختبار الذي مرّت به المؤسّسات التربويّة المدرسيّة اللبنانيّة، بمختلف اتّجاهاتها، عندما أُطلقَت عمليّة النهوض التربوي اللبناني عبر المركز التربوي للبحوث والإنماء بين السنوات 1994 و1997 وذلك لتجديد المناهج والبرامج، سوى عيّنة ممّا يقتضيه الإصلاح التربوي من إرادة في التغيير ومن مئات والآف الساعات في البحث والتفكير والعمل الفردي والجماعي للتقييم والتقويم. 2. فإن أردنا التفكير في ما يمكن أن تقوم به الدولة والمؤسّسات التربويّة الرسميّة والجامعة، يجدر بنا أن نتوقّف عند تجربة الإصلاح التربوي اللبناني الأخير الذي حدث منذ عشرين سنة على الأقلّ والذي كان من شأنه التغيير الجذري في مسار التعليم العامّ الوطني، بجناحيه الرسمي والخاصّ، لقلنا أيضًا إنّ إرادة الإصلاح هذه من ضمن خطّة النهوض التربوي (1994)، وقد شاركت آنذاك في بلورتها المؤسّسات الرسميّة والخاصّة، لم تصل إلى تحقيق أهدافها. إلاّ أنّها شكّلت نقلة نوعيّة ومحطّة مهمّة في تاريخ التربية اللبنانيّة، حيث تمّ وضع أسس...