من كبار الأمس إلى كبار الغدِ المُنتَظر

الموسيقى ظاهرة أنتروبولوجيّة كُليّة، فحيث يوجد بشرٌ هناك موسيقى؛ وكانت، منذ فجر التاريخ، ولا تزال تُؤدِي دورًا حسّاسًا في حياة الناس، أفرادًا وجماعات؛ انطلقت ذات خاصَّةٍ فريدةٍ، تراوِحُ بين السرّي والمقدَّس والخاص والعام.دورها التّربوي أساسيّ بالنسبة إلى أفلاطون؛ فالموسيقى تؤَهّل النّفس إلى الخير والصلاح من طريق الجمال؛ ولعلّ هذا ما حمل الوحدة الأوروبيّة على اختيار "نشيد الفرح" في السّمفونيا التاسعة لبيتهوفن، نشيدًا وطنيًّا. تشير الدراسات العلمية الحديثة، إلى أن تعلُّم العزف على آلة موسيقيّة منذ الصِّغر، يحفّز مناطق معيّنة في الدماغ، ويسهّل تطوّر قدرات معرفيّة، كالتّحليل والتّركيز والإبداع؛ بمعنى آخر فالموسيقى تجعلُ الإنسان أكثر ذكاءً.في هذا الضَّوءِ، نُخطِّطُ ونعملُ، في المعهد الوطني العالي للموسيقى، مُستنيرين بمن سبقنا من رَّوادٍ، في هذا الحقل الخصب؛ من كبارٍ كَبِروا على الدُّنيا وناضلوا، فخطُّوا لنا صفحاتٍ مُشْرِقة، في تاريخِ موسيقانا اللبنانيّة والشّرق– عربيّة. كلّما دخلتُ المعهد، أسمعُ أصداء أصوات...