الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مغامرة إعادة إحياء دور السينما في صيدا... "تاء ساكنة" ووثائقي عن نبيهة لطفي

المصدر: "النهار"
صيدا-احمد منتش
مغامرة إعادة إحياء دور السينما في صيدا... "تاء ساكنة" ووثائقي عن نبيهة لطفي
مغامرة إعادة إحياء دور السينما في صيدا... "تاء ساكنة" ووثائقي عن نبيهة لطفي
A+ A-


لطالما شكّل انتشار دور #السينما في مدينة #صيدا، ومنذ عقود طويلة علامة مميزة في حياة المدينة، لما كان لها من دور بارز وفاعل في زيادة الوعي والمعرفة في مجمل الحياة السياسية والحزبية والثقافية وإلى حدّ ما الترفيهية. اول دور لسينما كانت سينما "اومبير" افتتحت في العام 1922، وتبعتها سينما "ريفولي" و"شهر زاد" و"غرانادا" و"اشبيليا"، وبعض صالات السينما في صيدا كانت تتحوّل في كثير من المناسبات الوطنية إلى مكان آمن وجامع للأحزاب اللبنانية والتنظيمات الفلسطينية التي كانت تنظم فيها مهرجاناتها السياسية والتعبوية، فيما البعض الآخر كان يهتم بعرض أفلام عنف ورومانسية، فيما كانت الأفلام التي تعرف بـ"الإباحية" ممنوعة إلى حدّ كبير في صيدا وخصوصًا من الجماعة الإسلامية، إلا أنّ بعض دور السينما وإرضاء لجيل الشباب كانت تمرر خلال عرض الفيلم لقطة معينة فيها الكثير من الحب والغرام والعلاقة الجنسية كانت تعرف بعبارة "أكشن أبو خليل".

ومع بدء تطور التكنولوجيا وثورة الانترنت ونتيجة للاحداث الأمنية والأوضاع الاقتصادية، بدأت صالات السينما في صيدا تغلق أبوابها تباعًا واحدة تلو الأخرى وتحوّل بعضها إلى مراكز تجارية واقتصرت بعض صالات السينما الصغيرة في الممولات التجارية.


واليوم وبمبادرة من هبة ونهلا الزيباوي، ابنتي القيادي السابق في منظمة العمل الشيوعي والمقرب جداً من "تيار المستقبل" وصاحب صالتي "غراناد" و"اشبيليا" عدنان الزيباوي تخضوضان تجربة أو بالأحرى مغامرة إعادة الحياة إلى دور السينما في صيدا بأسلوب جديد، بعد تحويل "اشبيليا" الى مركز مستقل للثقافة والفنون والمسرح والسينما.


واختارت إدارة المركز الفيلم الوثائقي «نبيهة لطفي ــ العدسة العربية 2005 » للمخرجة اليان الراهب ليكون باكورة العروض السينمائية لمسرح وسينما "اشبيليا"، وذلك تكريمًا للمخرجة اللبنانية ابنة مدينة صيدا نبيهة لطفي (1937 ــ 2015).

في مشاركة مخرجة الفيلم اليان الراهب، وحضور النائبين بهية الحريري وعلي عسيران، وجمع من الشخصيات الثقافية والتربوية والاجتماعية وعائلة المخرجة الراحلة لطفي، جرى عرض الفيلم الوثائقي الذي يحكي على مدى 26 دقيقة سيرة حياة نبيهة لطفي بدءاً من طفولتها في صيدا وصولاً إلى ذهابها إلى مصر، حيث كانت من أوائل النساء اللواتي درسن الإخراج السينمائي في العالم العربي إلى عملها في مجال الإخراج السينمائي والأفلام الوثائقية والتسجيلية، وأبرز أعمالها التي تناولت قضايا المرأة والوطن وفلسطين والحياة اليومية للمواطن المصري ومنها "لعب عيال" و"صلاة من وحي مصر العتيقة" و"شارع محمد علي" و"تل الزعتر" و"كاريوكا" وغيرها من الأعمال التي وتركت بها بصمة مضيئة في عالم الأفلام التسجيلية والوثائقية.


وسبقت العرض الافتتاحي كلمة ترحيب من مديرة المركز هبة الزيباوي، أكدت فيها على الهدف من إعادة افتتاح "اشبيليا" كمركز مستقل للثقافة والفنون والمسرح والسينما في صيدا والجنوب إحياء لسينما "اشبيليا" التي تأسست عام 1979، وارتبطت بذاكرة المدينة وذكريات الكثيرين من صيدا وخارجها. وقالت: "نأمل أن تكونوا جزءاً من هذه التجربة، لأنها لا تنجح من دون تشجيعكم ومشاركتكم في كل الفاعليات التي سينظمها ويستضيفها".

وأضافت: "اخترنا اليوم أنّ نكرم الراحلة نبيهة لطفي ليس فقط لأنّها من صيدا بل أيضًا لأنّها من اوائل المخرجات السيدات اللواتي درسن الإخراج السينمائي في العالم العربي، في الوقت الذي كان مصير أو مستقبل السيدات في العالم العربي محدداً ومعروفاً ومرسوماً مسبقًا. ونبيهة لطفي واحدة من الأشخاص الذين رسموا مسيرتهم بطريقتهم الخاصة وبقيوا مؤمنين بقناعاتهم تجاه السينما التسجيلية خصوصاً. هؤلاء نحبهم أنّ يبقوا موجودين معنا. وأتوجه بالشكر إلى اليان الراهب مخرجة الفليم الذي تم انجازه وعرضه عام 2005 تكريمًا لنبيهة لطفي ولعطائها للسينما التسجيلية".


كما تحدثت الراهب، فهنأت بداية أسرة مركز "اشبيليا" على إعادة إحياء هذا الصرح الثقافي الفني، متمنيةً أن يكون له بصمة مميزة في الحركة الثقافية والفنية في الجنوب ولبنان ككل. ثم استعرضت مراحل التحضير لهذا الفيلم وجمع المادة الأرشيفية له وكيف تعرفت من خلاله عن قرب على حياة المخرجة الراحلة لطفي من خلال مرافقتها لها ولقاءاتها معها، وعلى دورها في مسيرة وتطور السينما التسجيلية في العالم العربي وعلاقتها المميزة والوطيدة بالعديد من السينمائيين والفنانيين وأبرز الأفلام التي أخرجتها.

وكان جرى تدشين أنشطة المركز بعمل مسرحي درامي "تاء ساكنة"، إخراج ندى ثابت. وتدور أحداثه حول قصص حقيقية مستوحاة من تجارب 12 سيدة يعاني أولادهن من ظروف صحية ونفسية، مما دفعهن إلى التردد على قسم العيادات الخارجية بمستشفى العباسية للصحة النفسية (مصر)، لتلقّي التأهيل والعلاج النفسي اللازم، حتى يستطعن استكمال مشوار حياتهن بعدما واجهن عقبات عدة، بداية من انشغالهن بالعناية بأطفالهن من ذوي الحاجات الخاصة، مروراً بمشكلاتهن مع أزواجهن وعائلاتهن.

ويسلط هذا العرض الضوء على عقبات رحلة الأمومة فى المجتمع المصري، المتمثلة فى الاكتئاب ومشكلات الصحة العقلية والنفسية ونظرة المجتمع إلى من يعانون منها، ويوصل رسالة حول أهمية تقبل الضعف الانساني. وقدمت قصص هؤلاء السيدات بشكل متداخل من قبل ثلاث ممثلات هن عبير سليمان، كارولين عقاد ومنى سليمان. ومدة العرض 45 دقيقة.

إشارة إلى مركز "اشبيليا"، سيبدأ بتقديم عروض أفلامه بدءاً من مساء الحادي والعشرين من أيلول الجاري وبشكل أسبوعي كل مساء جمعة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم