الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الكتلة"... خلاف جديد في اهدن

طوني فرنجية
A+ A-

برزت في الساعات الماضية في إهدن مواقف متناقضة من نية لجنة الأوقاف في الرعية جرف الكتلة وإقامة مواقف للسيارات فيها ومن ثم إعادة الساحة التي كانت امام الكنيسة والمحيطة بها الى ما كانت عليه بما تحوي من تمثال لـيوسف بك كرم ومدافن عظمائنا.

قرار الجرف جاء بعد نتوءات عدة في جدار الدعم الذي يحمي الكتلة وبات في أماكن عدة يشكل خطرا على المارة وعلى السيارات، لكن البعض يرفض المساس بما بناه الاجداد ويعتبره آثارا "عظيمة" يجب ألا تمس وهي ليست الا جدار دعم حجرياً يحفظ الردميات من الانفلاش لا اكثر ولا اقل، فماذا في بيان الوقف اولاً؟

بعد تدعيم وترميم كنيسة مار جرجس – إهدن، وبناء على طلبنا قامت الهيئة العليا للاغاثة بالكشف على حائط ساحة الكنيسة (الكتلة) المعرض للسقوط في اي وقت كما يظهر للعين المجردة مما سيعرض في حال انهياره المارة والسكان والسيارات الى خطر كبير، فاستحصلنا من الهيئة على مشروع معالجة الحائط المذكور. وأمام هذا الواقع وجدت إدارة اوقاف إهدن - زغرتا نفسها امام خيارين لا ثالث لهما:

الخيار الأول: فك الحائط وإعادة بنائه فأعدت الدراسات من الهيئة ولُزم المشروع من قبلها، وهذا يتطلب حفر الساحة بعمق يراوح ما بين 6 أمتار الى 9 امتار ثم إعادة ردمها ثم تلبيسه بالحجر.

أما الخيار الثاني فهو: بما أننا مجبرون على فك الحائط الحجري وحفر المساحة الكبرى من الساحة فلماذا لا نبني مواقف للسيارات بدلاً من إعادة الردم وبهذا نكون قد أنجزنا خطوةً من اجل حل مشكلة قديمة – جديدة وهي عدم وجود مواقف في مدينة إهدن التي تستقطب سنوياً آلاف الزوار وخصوصاً ان الكتلة كانت قد رُدمت من الوقف بوكالة المرحوم المونسنيور يوسف سيدة الذي بنى الحائط الموجود الآن وردمه بالاتربة في خمسينيات القرن الماضي (كما تُظهر الصور الفوتوغرافية) مع حرصنا الكامل على إعادة الشكل الخارجي أجمل مما كان حفاظاً على ذاكرتنا الجماعية وعلى قدسية المكان وخصوصاً أن هذا المشروع كان حلماً عند كثيرين من آبائنا وقد طرحه العديد من فاعليات المدينة والبلديات المُتعاقبة عليها.




اننا نشعر بأهمية العمل وحساسيته وننتظر دعم جميع ابناء إهدن وبناتها له مؤكدين:

اولاُ: ان استبدال الردم بمواقف لـ 170 سيارة سيساهم في حل مشكلة ايجاد مواقف للسيارات وخصوصاً في المناسبات الدينية ويسهل وصول السياح القادمين من لبنان وخارجه لزيارة كاتدرائية مار جرجس و"جثمان بطل لبنان يوسف بك كرم"، وقاعات الكنيسة وبيت الكهنة الذي هو ايضاً معلماً اثرياً هاماً.

ثانياً: ان دراسات المبنى والاساسات قد اشرفت عليها ووضعتها عدة شركات هندسية ومنها نفس الشركة التي وضعت خرائط تدعيم كنيسة مار جرجس – إهدن، واكد العديد من كبار خبراء البنى التحتية ان هذا المشروع لا ولن يؤثر على اساسات الكنيسة وان لا خطر عليها بل يقوم بتدعيمها بشكل افضل، ونحن حريصون كل الحرص على الكنيسة وما حولها وما في ساحتها ومن له اي ملاحظة فنحن مستعدون لمناقشتها بكل رحابة صدر .

ثالثاً: ان المنظر الخارجي للكتلة لن يتغير فستعاد الحجارة نفسها وبشكل اجمل وسيعاد اليها تمثال بطل لبنان يوسف بك كرم ومدافن عظمائنا وستصبح الساحة مُخصصة للمشاة فقط.

رابعاً: اما عما تحمله الكتلة في باطنها فإن اعمال الجرف ستترافق من مهندسين من مديرية الآثار للمحافظة على الآثار في حال وجودها، ونتمنى ان نجد فنكون بذلك قد كشفنا قسماً من تاريخنا قد دُفن تحت التراب.

ارشدنا الله السبيل لخدمة مدينتنا إهدن وشعبها.

عقب البيان انطلقت حركة اعتراضية تنادي بوقف مشروع جرف الكتلة وتحويلها إلى مرأب من قبل الرعية زغرتا اهدن.




ويعلل الناشطون كما افادوا في بيان امس معارضتهم بأربع نقاط:

" - أولاً، إن كتلة مار جرجس هي من المعالم الأثرية الأكثر رمزية لإهدن القديمة التي قد اجتاحتها الباطون وتخسر شيئاً فشيئاً هويتها المعمارية.

- ثانياً، عدم وجود تبرير مقنع لمشروع المرأب خصوصاً بوجود حلول عند البلدية بإنشاء مرأب على أرضها قرب الميدان وآخر عند المدخل الغربي للمدينة من جهة السرايا. كما يجب أن يكون حل المشكلة المرورية في اهدن موضوع دراسة كاملة لوسط البلدة وليس عبر مشاريع غير مدروسة الأبعاد والأهداف.

- ثالثاً، لوجود خطورة حقيقية في الحفر على أساسات الكتلة والكنيسة تعود لطبيعة الأرض غير المستقرة في هذه المنطقة.

- رابعاً، لوجوب أخذ رعية زغرتا - اهدن برأي الاهدنيين عند التفكير بمشاريع كهذه".

واكد الناشطون "إن الحركة الاعتراضية مستمرة بخطوات تصعيدية، وهي لن تسمح بتنفيذ المشروع".


وعلى الاثر نشطت مواقع التواصل الاجتماعي بين معترض ومؤيد ورافض ومن يطالب ببدائل حسية غير الكلام والمواقف التي لا تمت الى الواقع بصلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم