الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الراعي رعى مؤتمرًا دوليًا حول التعليم العالي الكاثوليكي في جامعة الروح القدس

الراعي رعى مؤتمرًا دوليًا حول التعليم العالي الكاثوليكي في جامعة الروح القدس
الراعي رعى مؤتمرًا دوليًا حول التعليم العالي الكاثوليكي في جامعة الروح القدس
A+ A-


برعاية غبطة البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بطريرك إنطاكية وسائر المشرق وحضوره، نظمت جامعة الرّوح القدس - الكسليك مؤتمرًا دوليًا بعنوان: "التعليم العالي الكاثوليكي في لبنان والشرق الأوسط: تعزيز الرسالة والريادة في الابتكار"، بالتعاون مع رابطة الكليات والجامعات الكاثوليكية في الولايات المتحدة الأميركية، والاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكيَّة، ومؤتمر رؤساء الجامعات الكاثوليكية في لبنان في حضور شخصيات دينية وسياسية وتربوية واجتماعية...

الافتتاح

نصر ديميرجيان

استهل المؤتمر بكلمة ألقتها العميدة المشاركة في كليَّة الفلسفة والعلوم الإنسانية - جامعة الروح القدس – الكسليك د. كارين نصر ديميرجيان أكدت فيها "أن الجامعات الكاثوليكية تسعى لحماية هويتها، إستناداً إلى القيم والمبادئ الأخلاقيَّة تهدف إلى إضفاء طابع إنساني على التعليم. وهكذا، فإن التحدي المشترك لجميع مؤسسات التعليم العالي الكاثوليكية هو ضمان الحفاظ على هذه الهوية ببعد روحي وإنساني يتّسم بالقيم الأخلاقية، ويهدف هذا البعد الإنساني إلى بناء شخص أفضل من جهة؛ وتأكيد ديناميكيَّة الانفتاح على الابتكارات التكنولوجية والتربوية والأكاديمية، وكذلك الأبعاد المتعددة للثقافات من أجل توفير التعليم القائم على نظم تعليمية جديدة من جهة أخرى".

يحشوشي

ثم تحدث نائب رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك للشؤون الأكاديمية البروفسور جورج يحشوشي الذي اعتبر "أنه في منطقة يسودها جو عام من عدم الاستقرار، يصبح لمهمتنا كجامعات كاثوليكية معنى أكبر، وتأثير متعدد. فجامعاتنا تحمل في صلب مهمتها الدينية التزامًا لا مثيل له في خدمة المجتمع والمصلحة العامة". وأضاف: "رسالتنا تكمن أيضًا في تعزيز القيم الأخلاقية وغرسها في نفوس الطلاب، فضلًا عن مؤازرتهم في تحقيق أهدافهم الشخصية وحثّهم إلى السعي للتميز في كل ما يقومون به... إن مسؤوليتنا كمؤسسات كاثوليكية ومؤسسات تعليم عالي هي أيضًا قيادة الابتكار ومواكبة التطورات التكنولوجية السريعة إضافة إلى دمج القيم الإنسانية والاجتماعية والروحية لمعتقداتنا الكاثوليكية في كل نشاطاتنا ومناهجنا التعليمية".

رايون

وتلت مديرة المشاريع في الاتحاد الدولي للجامعات الكاثوليكيَّة، وممثلة الأمين العام السابق للاتحاد البروفسور فرنسوا مابي والأمينة العامة للاتحاد البروفسورة إيزابيل جيل، الدكتورة كميل رايون رسالة خلصت فيها إلى : "أنه يتوجب على جامعاتنا تطوير تعليمها، وتقوية أبحاثها، وتعزيز ما يطلق عليه اسم "الرسالة الثالثة"، وهذه المسؤولية الاجتماعية للجامعات كانت موضوع بحثنا في الجمعية العامة الأخيرة..."

الأب حبيقة

وألقى رئيس جامعة الروح القدس – الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة، كلمة اكد فيها: "نحن مدعوون اليوم لتخريج مفكرين متنوِّعين وقادة مُخلِصين قادرين على تلبية حاجات المجتمع المعرفيّة بشكل مسؤول. إن هدف الجامعة الكاثوليكيّة، وانطلاقًا من ارتباطها بالكنيسة، هو توثيق وترسيخ الإيمان والعقل كركائز للتعليم الجامعي. كون العلم والمعرفة وُلِدا لخدمة الإنسان، لذلك، فإن دورنا كمؤسسات كاثوليكيّة للتعليم العالي هو دور محوري وتحويلي، خاصة في لبنان والشرق الأوسط، حيث تتعرَّض المُجتمعات دائِمًا للشَك وتغوص في المجهول، ممّا يؤثِّر على حياة المواطنين ورفاهيّتهم".

وشدد على أنه "هنا تتضاعف أهميّة مهمّتنا بالنظر إلى التطورّات والتغيرّات التي تعصِف في الشرق الأوسط وسوء الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في لبنان. نحن ملتزمون اليوم بإعداد خرّيجين جامعيين، إذ نعوِّل على التأثير الإيجابي لِقِيمهم ومبادئهم في المجتمع".

ولفت إلى "أن جامعة الروح القدس – الكسليك أسَّست، وعلى مرّ السنين، تقليد التميُّز المُترسِّخ في المهمّة التربويّة للرهبانيّة المارونيّة اللبنانيّة التي شقَّت طريق النجاح على مختلف المستويات. تسعى الجامعة إلى المساهمة في تطوير كافة طلّابها من خلال برامج تعليميّة وبحثيّة متميِّزة في مختلف المجالات الدراسيّة. تعتزم جامعة الروح القدس إعداد قادة الغد في مجال الابتكار والتطوّر المهني والتعلُّم المُستمِرّ في لبنان من خلال توفير تعليم عالي الجودة على الطراز الأميركي، في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم. يُكرِّس العمداء وأعضاء الهيئة التعليميّة والموظفون أنفسهم لتأمين تعليم متميِّز لطلابنا، إضافة إلى خبرة أكاديميّة واسعة، من خلال إتِّباع أنظمة الاعتماد الدولية، تعزيز التعلُّم النَشِط، استخدام التكنولوجيا وأيضًا، من خلال دعم الأبحاث وعلى وجه الخصوص، الأبحاث في مجال الابتكار".




البطريرك الراعي

وبعد فاصل موسيقي قدّمه التينور إيليا فرنسيس، اختتم الافتتاح بمداخلة للبطريرك الراعي حملت عنوان: "مسؤوليَّة التعليم العالي الكاثوليكي في بناء مستقبل لبنان والشرق الأوسط". وقال فيها: "التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم". انطلاقاً من هذا القول لنيلسون مانديلا، وهو النموذج الأوّل للمقاومة الثقافيَّة والسياسيَّة ضد القمع والظلم، أنني لمقتنع أننا بحاجة ماسّة لتغيير العالم الذي نعيش فيه وبخاصّة لبنان والشرق الأوسط من جهة، وتجديد نظام التعليم وبخاصة التعليم العالي لتحقيق هذه الرسالة من جهة أخرى".

وأضاف: "وإزاء هذا التحدّي الكبير، أتمنّى النجاح لهذه الندوة التي تسعون من خلالها إلى تعزيز الرسالة المحدّدة للتعليم العالي الكاثوليكي، وإلى ضمان دورها الريادي في مجالي الأبحاث والابتكارات..."

ولفت إلى أن مداخلته تشمل نقطتين أساسيتين: التعليم كرسالة والتعليم كابتكار.

واقترح "أربع قيم أساسية في رسالة التعليم العالي في المنطقة وفي المساهمة في تجديد مجتمعاتنا كمكان للحياة، والإزدهار والكرامة. يمكننا طرح هذه القيم الأربعة بمعادلة ذات حدين: الحرية والتضامن من جهة، والتعددية والمواطنة من جهة أخرى".

وتحدث البطريرك الراعي عن الحريّة والتضامن لافتًا إلى "أنّ الحريّة أساس كلّ القيم وهي الطريق نحو الحقيقة. وبفضل هذه الحريّة، تتطوّر العلوم باستمرار من خلال الشكّ والأسئلة والنقاشات المنطقية. وبفضل هذه الحرية، يأخذ الشباب القرارات المهمّة ويوجّهون حياتهم نحو خدمة الخيّر ليصلوا إلى الالتزام الجذري في الحياة الدينيّة. وبفضل هذه الحريّة، يساهم الشباب ديموقراطيّاً في تطوير إدارة مجتمعاتهم السياسيَّة. لذلك، فدور الجامعات تعليم الطلّاب التفكير بحريّة والتمتع بالتفكير النقدي كي يتمكّنوا من الهروب من الاغراءات الظلامية والشعوبية والأصوليّة، أكانت سياسيّة أو دينيّة".

وتابع: "ولكن يجب أن يتعلّم الشباب أيضاً أنّ الحريّة الحقيقيّة لا يمكن أن تعاش بالأنانيّة، بل بالتضامن وخدمة الآخرين..."

وعن التعددية والمواطنة رأى البطريرك الراعي "أن الحريَّة توّلد التعدديَّة. ولكن تشكّل التعددية في آنٍ واحد فرصةً وتحدياً لمجتمعاتنا المعاصرة وبخاصةٍ في الشرق الأوسط. فنحن نتعلق اليوم بالتعددية أكثر فأكثر، وذلك بعد ظهور الآثار المدمرة التي نتجت عن الأصولية الارهابية التي تحتقر وتضطهد كل ما لا يتوافق معها. يعتمد مستقبل مجتمعاتنا على قدرتها على العيش وتعزيز المواطنة التي تشمل التنوع. ويجب تعزيز التنوع كونه حق وفرصة للإثراء الشخصي والاجتماعي.

وخلص البطريرك الراعي في ختام مداخلته إلى "أن منطقتنا قد عانت كثيراً من العنف الذي حاول مراراً وبطرق مختلفة خنق الحريّات فيها وإلغاء التعددية. ولكن منطقتنا تظهر بفضل صوت شبابها رغبةً في عيش هذه القيم واستعادة كرامتهم... ونعتمد أيضاً وقبل كل شيء عليكم، لجعل مؤسسات التعليم العالي الكاثوليكية واحات يعيش فيها طلابنا ويختبرون هذه القيم ويكتسبون مهارات ضرورية لإثراء حياتهم على الصعيد المهني والاجتماعي والروحي والدولي".

ثم قدّم الأب حبيقة درعًا تقديريًا للبطريرك الراعي.




جلسة عامة

وانعقدت بعدها جلسة عامة قدم فيها الرئيس والمدير التنفيذي في رابطة الكليات والجامعات الكاثوليكية، الولايات المتحدة الأميركية مايكل غاليجان- ستيرل مداخلة قدّم فيها لمحة عامة عن التعليم العالي الكاثوليكي في الولايات المتحدة. كما تناول تاريخ تأسيس الرابطة وأهدافها ونشاطاتها... متناولاً مواضيع: تطوير الهوية الكاثوليكية ورسالة الجامعة الكاثوليكية، والريادة في الابتكار.




جلسة رئاسية

ثم انعقدت جلسة رئاسية شارك فيها الأب البروفسور جورج حبيقة، رئيس جامعة روح القدس – الكسليك، نائب رئيس جامعة القديس يوسف الأب مايكل شوير، رئيس الجامعة الأنطونيَة الأب ميشال الجلخ، رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بيار نجم، رئيس جامعة الحكمة الأب خليل شلفون، رئيسة جامعة العائلة المقدسة الأخت هيلدا شلالا، رئيس الجامعة الأمريكية في مادبا الأردن الدكتور نبيل أيوب، وعالجوا كافة المواضيع المتعلقة بالجامعات الكاثوليكية.

الجلسات


ثم انعقدت جلسات تمحورت حول مهمة الجامعات الكاثوليكية وهويتها وسبل تعزيز فرص الابتكار فيها والتحديات التي تواجهها الجامعات الكاثوليكية، بمشاركة نخبة من الأكاديميين من العديد من الجامعات اللبنانية والأجنبية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم