مؤشرات تدخل لبنان دائرة الخطر المالي

مقابل كل التطمينات التي يواظب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على تكرارها في الاعلام المحلي كما الغربي، حيال سلامة الوضع النقدي ومتانة العملة الوطنية، لا تزال مشاعر القلق تسود اوساط المتعاملين، في ظل عوامل غير مطمئنة لا تساعد الحاكم في مساعيه.  أول هذه العوامل يتمثل بالشكوك التي تسود المتعاملين حيال صحة التطمينات التي لا تفعل فعلها في السوق، خصوصا ان الاداء السياسي لا يشي بأي مساع جدية لتأليف الحكومة وإطلاق العمل المعطل منذ اكثر من أربعة اشهر، فيما يركن المسؤولون الى تطمينات الحاكم، فلا يأخذون المؤشرات الخطيرة والمقلقة على محمل الجد والمسؤولية. ثاني العوامل يتصل بالسعي وراء تحقيق مكاسب في سوق الفوائد، بعدما عمدت بعض المصارف الى التنافس على جذب الودائع "الطازجة"، اي المسحوبة من مصارف أخرى عمليا، من خلال رفع معدلات الفوائد على الليرة كما على الدولار، ولو لآجال طويلة تتيح لهذه المصارف التحكم في تلك الودائع. والحال هذه، لم يعد القلق وقفا على العملة، بل تجاوزها الى مستقبل الودائع في شكل عام.ثالث العوامل يتصل بالتدهور الذي يشهده الوضع الاقتصادي والذي بلغ عمليا حافة الانهيار، وان تكن...