الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

روسيا احتوت إسقاط طائرة لها خلال قصف إسرائيل اللاذقية

روسيا احتوت إسقاط طائرة لها خلال قصف إسرائيل اللاذقية
روسيا احتوت إسقاط طائرة لها خلال قصف إسرائيل اللاذقية
A+ A-


أعلنت موسكو أمس أن الدفاعات الجوية السورية أَسقطت احدى طائراتها لدى تحليقها ليل الاثنين قبالة سوريا وعلى متنها 15 عسكرياً، محملة إسرائيل أول الأمر تبعة الحادث بسبب "استفزازاتها المعادية"، قبل أن تتحدث عن "ظروف عرضية مأسوية".

وسجل هذا الحادث غداة الإعلان عن اتفاق روسي - تركي على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا يقضي بإنشاء منطقة منزوعة السلاح خاضعة لسيطرة قوات من البلدين على الخط الفاصل بين قوات النظام والفصائل المعارضة في المنطقة.

وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أن الدفاعات الجوية السورية أسقطت ليل الاثنين - الثلثاء طائرة استطلاع روسية من طراز "ايل- 20" كانت تحلق فوق البحر على مسافة أكثر من 30 كيلومتراً من الساحل السوري، وذلك لدى ردها على غارات كانت تشنها أربع مقاتلات اسرائيلية من طراز "اف 16" على مواقع سورية في محافظة اللاذقية.

وأول الأمر، حملت موسكو إسرائيل تبعة اسقاط الطائرة. واعتبرت وزارة الدفاع أن "الطيارين الإسرائيليين جعلوا الطائرة الروسية غطاء لهم، ووضعوها تالياً في مرمى نيران الدفاع الجوي السوري".

وفي وقت لاحق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه "يبدو أن مردّ الأمر على الارجح سلسلة ظروف عرضية مأسوية"، مشدداً على إنه صادق على البيان الذي أصدرته وزارة الدفاع في وقت سابق والذي حمّل اسرائيل مسؤولية تحطم الطائرة بسبب غاراتها "العدائية".

وأفاد الكرملين في بيان أن الرئيس الروسي أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن سلاح الجو الإسرائيلي ينفذ عملياته في انتهاك لسيادة سوريا. وقال إن بطاريات سورية مضادة للطائرات أسقطت طائرة عسكرية روسية قرب الساحل السوري بسبب عدم التزام الاتفاقات الروسية - الإٍسرائيلية في شأن منع الحوادث الخطرة. وأشار الى أن بوتين طلب من الجانب الإسرائيلي تلافي مثل هذه الأوضاع في المستقبل.

وفي وقت لاحق، أعلن مكتب نتنياهو أن رئيس الوزراء أبلغ بوتين أن "إسرائيل مصممة على وقف ترسخ ايران عسكرياً في سوريا... ووقف محاولات إيران، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، لنقل أسلحة فتاكة الى حزب الله (لاستخدامها) ضد إسرائيل". وأضاف: "أعرب رئيس الوزراء عن أسفه نيابة عن دولة إسرائيل لوفاة الجنود الروس، وقال إن مسؤولية إسقاط الطائرة تقع على عاتق سوريا". وأبرز نتنياهو أهمية التنسيق في مجال الدفاع مع روسيا الذي نجح في "تفادي الكثير من الخسائر في الجانبين في السنوات الثلاث الأخيرة". كذلك "عرض إيفاد قائد سلاح الجو الإسرائيلي إلى موسكو لتقديم كل التفاصيل الضرورية".

وبعد تحميلها مسؤولية الحادث ثم استدعاء وزارة الخارجية الروسية سفيرها في موسكو، نفت إسرائيل استخدام الطائرة الروسية غطاء لقصفها في سوريا.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان "لم تكن الطائرة الروسية التي أصيبت، في نطاق العملية"، و"عندما أطلق الجيش السوري الصواريخ التي أصابت الطائرة، كانت المقاتلات (الاسرائيلية) عادت الى المجال الجوي الاسرائيلي".

وتحدث الجيش الاسرائيلي عن مهاجمة طائراته منشأة للجيش السوري بينما كانت تسلّم منها أنظمة تدخل في صناعة أسلحة دقيقة الى "حزب الله" اللبناني.

وصرح الناطق العسكري الروسي الجنرال إيغور كوناشنكوف بأن إسرائيل "لم تبلغ" موسكو العملية في اللاذقية، بل فعلت ذلك قبل "أقل من دقيقة" من الهجوم، "وتالياً، لم يكن في الإمكان إعادة طائرة ايل-20 الى منطقة آمنة". وقال إن الطائرة الروسية أسقطت بصاروخ أرض - جو من طراز "إس-200". ومعلوم ان الاتحاد السوفياتي السابق هو الذي زود سوريا هذا النوع من الصواريخ في الثمانينات من القرن الماضي.

ورأى وزير الدفاع الروسي الجنرال سيرغي شويغو أن "المسؤولية الكاملة في إسقاط الطائرة الروسية ومقتل طاقمها تقع على الجانب الإسرائيلي".

وأعرب وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو عن "حزنه لمقتل طاقم الطائرة الروسية". وقال إن الحادث "يذكرنا بضرورة التوصل الى حلول دائمة وسلمية وسياسية للنزاعات المتداخلة في المنطقة... والحاجة الملحة الى وقف العمل الاستفزازي لايران المتمثل بنقل أسلحة خطرة عبر سوريا".

وكان مصدر عسكري سوري قال ليلاً إن الدفاعات الجوية السورية تصدت "لصواريخ معادية آتية من عرض البحر باتجاه مدينة اللاذقية"، و"اعترض عدداً منها قبل الوصول إلى أهدافها".

واستهدف القصف، استناداً إلى "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، "مستودعات ذخيرة موجودة داخل مؤسسة الصناعات التقنية" التابعة للسلطات السورية على الأطراف الشرقية لمدينة اللاذقية، من غير أن "يتّضح ما إذا كانت المستودعات تابعة لقوات النظام أم للإيرانيين".

ومنذ بداية النزاع في سوريا عام 2011، قصفت اسرائيل مراراً أهدافاً عسكرية للجيش السوري وأخرى لـ"حزب الله" ومقاتلين إيرانيين في سوريا.

اتفاق إدلب

وجاء هذا التصعيد بعد ساعات من إعلان بوتين ونظيره التركي رجب طيب اردوغان اتفاقاً على إدلب ينص على "إقامة منطقة منزوعة السلاح بعرض يراوح بين 15 و20 كيلومتراً على طول خط التماس، بدءاً من الخامس عشر من تشرين الأول من هذا العام".

وقضى الاتفاق بإخلاء هذه المنطقة من السلاح الثقيل التابع "لجميع فصائل المعارضة" بحلول العاشر من تشرين الاول، على أن "تسيطر وحدات من الجيش التركي والشرطة العسكرية الروسية" عليها.

وأمس، رحبت دمشق بالاتفاق. وقال مصدر في وزارة الخارجية السورية إن بلاده "تؤكد أن هذا الاتفاق كان حصيلة مشاورات مكثفة بين الجمهورية العربية السورية والاتحاد الروسي وبتنسيق كامل بين البلدين".

وأعلن الاتفاق الروسي - التركي بعد أسابيع من المحادثات بين روسيا وتركيا لتجنيب المحافظة عملية عسكرية لقوات النظام حذرت الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى "أسوأ كارثة إنسانية" في القرن الحالي.

ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي يتخذ اسطنبول مقراً له، بالاتفاق. وقال رئيسه عبد الرحمن مصطفى في بيان إن الاتفاق "جنب المنطقة والمدنيين وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة" و"يُمهد لعودة المسار السياسي".

وأشاد ناجي أبو حذيفة الناطق باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، وهي تحالف فصائل عدة تدعمها أنقرة، أبرزها حركة "أحرار الشام"، بـ"نجاح الديبلوماسية التركية... في إيقاف الحملة العسكرية".

وحذر خبراء من أن تنفيذ الاتفاق يواجه تحديات كبيرة خصوصاً كيفية التمييز بين المتشددين وغيرهم من مقاتلي المعارضة وهو أمر تسعى اليه أنقرة منذ فترة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن "المعارضة المعتدلة" ستحتفظ بأسلحتها، وإنه "سيتم تطهير المنطقة من المتشددين". وأضاف أن تركيا "سترسل المزيد من قواتها"، وأن نقاط المراقبة الأمنية التركية ستظل كما هي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم