الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

منظّفات منزلية قوية= أمعاء "مضروبة" وبدانة أطفال

المصدر: "النهار"
منظّفات منزلية قوية= أمعاء "مضروبة" وبدانة أطفال
منظّفات منزلية قوية= أمعاء "مضروبة" وبدانة أطفال
A+ A-

هل تكثرين من استعمال المنظّفات؟ هل تحرصين على إبقاء رائحتها الفوّاحة حاضرة في مطبخك ومنزلك، ربما أكثر... من اللزوم؟ إذا كنتِ قد طربت طويلاً لعبارات الثناء على تلك النظافة الزائدة، فلربما آن الأوان كي تسمعي همسة تحذير: المنظفات المنزليّة ربما تسبّب بدانة الأطفال. ويتفاقم الأمر عند استعمال المنظفات القويّة التي تقدر على تنظيف مختلف أنواع السطوح في المنزل، وهي تضم مواد كيماوية مضادة للبكتيريا.

كيف تؤدي المنظّفات القويّة التي تحتوي مضادات للبكتيريا على التسبّب بالبدانة عند الأطفال؟ للإجابة عليك التفكير أولاً في... أمعاء الطفل!

وفق بحث أجراه فريق من المختصين بعلوم طبيّة متصلة بالأطفال في "جامعة آلبرتا" الكنديّة، ونشرته مجلة "الرابطة الطبيّة الكنديّة"، يؤدّي تسرّب المواد الكيماوية المتضمنة في المنظفات القويّة إلى أمعاء الأطفال، إلى الإخلال بمنظومة البكتيريا والطفيليات التي تعيش فيها. ويتكاثر فيها نوع خاص ومُضِر من البكتيريا، على حساب الأنواع المفيدة التي ضربتها المواد الكيماوية في المنظفات. وعندما يحدث ذلك لرُضَّع بين عمر 3 و4 شهور، يرافقهم ذلك "الاختلال" الميكروبي في الأمعاء. وعند وصولهم إلى السنة الثالثة من العمر، تكون كمية تلك البكتيريا المضرّة في أمعائهم ضعفي أقرانهم، كما يغدو هؤلاء أكثر بدانة من أقرانهم بكثير.

عن ظاهرة "مقاومة الإنسولين"

وفق ذلك البحث عينه، تعمل البكتيريا المُضرّة التي "استفادت" من التأثير السلبي للمنظفات المنزلية القويّة على أمعاء الطفل الصغير؛ بطُرُق تؤدي إلى ضرب وظيفة الانسولين، وهو الهرمون المسؤول عن حرق السكر في الجسم. ويحاول الجسم تعويض الانسولين المفقود عبر زيادة إفرازه، لكن عبثاً، خصوصاً أن خلايا الجسم "تتعوّد" الكميات المرتفعة من الإنسولين، وهو ما يوصف بظاهرة مقاومة الانسولين. النتيجة؟ يصبح جسم الطفل من الداخل "غارقاً" بكميات فائضة من الانسولين الذي لا يستطيع القيام بطريقة ملائمة بمهمته في حرق السكر ليكون ضمن الحدود الطبيعية. ومع تراكم السكر، يعمل الجسم على تحويل السكر الفائض إلى دهون، وهي تتراكم على هيئة شحوم.

ووفق موقع "سي آن آن" الذي قدّم عرضاً مطوّلاً عن ذلك البحث، استفاد الفريق الأكاديمي من قاعدة معلومات واسعة تتراكم منذ العام 2009، ضمن "الدراسة الطوليّة للطفل الكندي الصحي"، وهي تتابع مجموعة ضخمة من الأطفال الصغار، تتضمن شريحة ممن كانوا أجنة في أرحام أمهاتم في مرحلة منتصف الحمل.

وأوضح البحاثة أن ذلك التأثير للمنظفات القويّة يظهر عند استخدام تلك الأنواع مرّة واحدة على الأقل في الأسبوع، بل وثّقوا أن 80% من المنازل الكندية تستخدم ذلك النوع القوي من المنظفات مرّة أسبوعياً على الأقل. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم