الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

بعدما كان يسلّك الخيط في ثقب الإبرة فقَدَ بصرَه... شريف حلّال "ارحموا عزيز قوم ذلّ"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بعدما كان يسلّك الخيط في ثقب الإبرة فقَدَ بصرَه... شريف حلّال "ارحموا عزيز قوم ذلّ"
بعدما كان يسلّك الخيط في ثقب الإبرة فقَدَ بصرَه... شريف حلّال "ارحموا عزيز قوم ذلّ"
A+ A-

سرق منه المرض أغلى ما يملك، أجبره على ترك عمله والجلوس في منزله، فبعد ان أمضى سنوات طويلة من عمره يسلّك الخيط في ثقب الإبرة، يعجز اليوم حتى عن رؤيته... هو شريف حلّال الرجل الستيني الذي جار عليه الزمن، فبين ليلة وضحاها تحول من رب عائلة منتج الى انسان عاجز عن تأمين قوته وأدويته.

"تاه القطار"

على سرير في غرفة الجلوس، يمضي شريف (64 سنة) أيامه، لا يميّز النهار من الليل، فكل ما حوله بات سواداً، يحاول وصف جور الزمن عليه قالباً حياته رأساً على عقب، يقول والغصة تكاد تخنقه "أمضيت عمري موظفاً في صنع حقائب السفر، كنت رفيق الابرة والخيط، فقد كان بصري ممتازاً، الى ان دهمني مرض السكري، فأصاب قلبي بداية، الأمر الذي اضطرني للخضوع الى عملية قلب مفتوح، كان ذلك قبل 12 سنة، تراجعت صحتي كثيراً، فتوقفت عن العمل، لا سيما ان المرض بدأ يتغلغل في عيني، رحلة طويلة قطعتها من أجل الوصول الى محطة الشفاء، لكن للأسف تاه قطار العلاج، فوجدت نفسي في مكان مظلم لا أمل لي بالخروج منه".


طعنة مضاعفة

لم يخطر في بال حلّال (من بلدة الكفور سكان الطريق الجديدة) أن يغافله الدهر ويطعنه في الظهر قبل أن يتمكن من تجهيز نفسه لمواجهته، فلم يجمع المال لأيامه السوداء، فكان الألم مضاعفاً لديه، إذ كتب عليه أن يتحمل أوجاع المرض وقساوة العوز ولفت الى أن "تلاعب نسبة السكر في الدم هو الذي أوصلني الى العمى، فعلى الرغم من أني انتبه للطعام الذي أتناوله، لكن الحزن المتواصل وعدم البوح بما يختلج صدري من زعل يؤدي الى ارتفاع نسبة السكر". واضاف "لدي أربعة شبان وشابة، جميعهم لديهم عائلات باستثناء شاب، وضعهم المادي لا يسمح لهم بمساعدتي، فلديهم ايجارات واغلب الوقت لا يجدون عمل"، شارحاً ان "أحد ابنائي كان يعمل في شركة وسط البلد، كنت مضموناً على اسمه، قبل مدة تم تسريحه ومعه عدد من الموظفين، وشطب اسمه واسمي من الضمان الاجتماعي". وعما ان كان مسجلاً في برنامج وزارة الشؤون الاجتماعية لمساعدة الفقراء اجاب "كلا لم اسمع به".

بانتظار الفرج

دموع شريف اختلطت مع كل كلمة نطق بها، فلا يعلم بالعوز والحاجة الا من مرّ بها، وقال: "وصل بي الحال أن أخشى الطلب من زوجتي ايصالي أمام المنزل للجلوس مع أصدقائي، كي لا يعتقد البعض أني أفعل ذلك من أجل ان يتكرم عليّ أحد بالمال"، تقاطعه زوجته قائلة "يحتاج الى عدة انواع من الادوية وكذلك انا، كالانسولين والضغط والسيلان، لا نستطيع تأمين ثمنها، الامر الذي اضطرني الى العمل، أطبخ على الطلب، كتحضير الورق عنب ونقر الكوسا، اليوم الذي نعمل فيه نكون قد أمنّا قوتنا، فنحن نعيش كل يوم بيومه، ننتظر فرج الله، مع العلم انه في أحيان كثيرة يطرق باب البيت، أفتح فأجد من وضع لنا الخبز والخضر ورحل". وعما إن كان هناك أمل في عملية جراحية تعيد البصر الى زوجها، أجابت "للأسف كلا، القرنية مصابة والشبكة منفصلة عن العين وقد أطلعنا الطبيب أن الامل واحد في المئة وحتى ان خضع لعملية وارتفعت نسبة السكر في دمه سيعود الى المربع الأول"، وختمت  يحتاج الآن الى فحوص طبيّة تكلف نحو 250 ألف ليرة لا نملك منها ليرة واحدة، فماذا عسانا ان نفعل"؟

على الرغم من المعاناة الكبيرة التي يعيشها شريف، الا انه انسان عفيف، عرض قصته وحاجته بخجل، وكأنه يقول للجميع... "ارحموا عزيز قوم ذلّ".

لمن يرغب بالمساعدة يمكنه الاتصال على رقم هاتف العائلة: 01842368

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم