السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

176 لاجئاً سورياً انطلقوا من المدينة الرياضية إلى بلدهم... "تعبنا بكفي"

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
176 لاجئاً سورياً انطلقوا من المدينة الرياضية إلى بلدهم... "تعبنا بكفي"
176 لاجئاً سورياً انطلقوا من المدينة الرياضية إلى بلدهم... "تعبنا بكفي"
A+ A-

وضبّوا امتعهتهم وذكريات سنين امضوها في لبنان، وتوجهوا منذ السادسة صباحاً الى المدينة الرياضية. تحت اشعة الشمس انتظروا ساعات وصول الباصات التي ستقلهم الى #سوريا. حاول معظهم اخفاء خوفهم مما ينتظرهم، ادّعوا الفرح بعودتهم الى بلدهم، لكن عيونهم روت ما عجزت عنه ألسنتهم، من رحلة خيار بين المر والأمرّ، بعد سنوات لم تكن سهلة على لاجئين هربوا من الحرب والدمار، وكلهم امل ان يجيدوا الامن والامان.

صرخة وجع

176 لاجئاً تجمّعوا في المدينة الرياضية، وذلك في إطار المبادرة التي تقوم بها المديرية العامة لـ #الامن_العام، بتأمين العودة الطوعية للسوريين من مناطق مختلفة في لبنان الى سوريا عبر معبري المصنع والعبودية، بإشراف مديرة مكتب جبل لبنان لهيئة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان لورا الهميرال... لكل لاجئ منهم قصة معاناة خطّت قبل سبع سنوات، حين انفجر الوضع في بلدهم، فارضاً عليهم الهرب من شلالات الدم، منهم عايدة العبد ابنة #دير_الزور، التي شرحت لـ"النهار" اسباب اتخاذها القرار بالعودة، حيث قالت: "كفانا جوعاً واذلالاً، منذ سنتين قدمت مع ابني (ابكم) وزوجته (بكماء وصماء) وولديهما الى لبنان، سكنّا في المريجة، لا ابالغ إن قلت اننا اشتهينا الطعام. عمل حفيدي بأربعين الف ليرة في الاسبوع، منها كنا نعتاش جميعا، فلا مفوضية الامم المتحدة كانت تقدم لنا مساعدات، ولا انا قبلت أن أمدّ يدي وأتسوّل من الناس".


"تعبنا بيكفي"

"تعبنا بيكفي"، لسان حال عريفة الجاسم القادمة قبل ست سنوات من محافظة #حلب، حيث سكنت مع اولادها العشرة في مخيم مار الياس، وقالت: "تعبت من كل شي، المصروف غالي، ونحن عائلة. اعود اليوم الى بلدي موكلةً أمري الى ربي، في حين أنّ زوجي لا ينوي البقاء في سوريا، بل سيعود الى لبنان"، كذلك قالت حاجة كانت جالسة على كرسي والتعب بادياً على وجهها: "انا من منطقة الميسر، سكنت في البرج قبل خمس سنوات مع ولديّ وزوجتيهما وابنائهما، اليوم سيحضني بلدي مع ابني في حين سيبقى الاخر في لبنان لمتابعة عمله. لست خائفة، وضع سوريا افضل، وأوكل امري الى الله".

خيار جيد

انخفاض فرص العمل، وارتفاع بدلات الإيجار، هما السبب وراء قرار كمال طه بمغادرة لبنان، فقال: "جئت من حلب منذ ست سنوات، سكنت في الاوزاعي مع أولادي الاربعة، كنتُ اتقاضى 800 دولار في عملي، في حين كان إيجار المنزل واشتراك الكهرباء يصل الى 500 دولار، فكيف لنا ان نعيش بالمبلغ المتبقي، مع العلم أنّني تأخّرت عن تجديد اقامتي منذ سنتين، وإقامات ابنائي منذ اربع سنوات، أي كان يفرض عليّ دفع 2000 دولار لتسوية اوضاعنا، وعندما علمت بمباردة الامن العام، وجدتها خياراً جيداً، لكني أخشى أن نُمنع من دخول لبنان على مدى خمس سنوات كما تداول البعض".

إشادة وأمل

جالسة على امتعتها، منتظرة وصول الباصات لنقلها الى مسقطها حلب، اعتبرت عطيفة العلي انّ "المعاملة كانت جيدة في لبنان الذي قصدته قبل خمس سنوات حيث سكنت في منطقة الرحاب"، مؤكدة انها تعود بإرادتها الى سوريا من دون خوف، وشرحت: "بعدما علمت بمبادرة الامن العام، سجلت اسمي مع ولدي، كان ذلك قبل شهرين، زوجي يرفض العودة، كونه يعمل في لبنان في مهنة جلي البلاط". وعما ان كانت تفكر قصد لبنان من جديد، اجابت: "الله اعلم".


فرحان من القامشلي مدح المعاملة التي وصفها بـ"الممتازة من اللبنانيين"، قائلاً: "كنت اسكن في حي الليلكي الذي قصدته منذ سنة 2006، لكن اليوم حان وقت العودة الى بلدي"، يقاطعه شاب قائلاً: "نحن واللبنانيون شعب واحد، فصهري على سبيل المثال لبناني. علاقة سوريا ولبنان اقوى بكثير من محاولات البعض اشعال الفتنة بينهما"، واضاف: "في السابق كنا نخشى العودة الى بلدنا بسبب قطع الطرق من الارهابيين لا سيما #داعش، لكن اليوم تمت محاصرتهم في مكان واحد والبلد آمن".

ما يخشاه العائدون هو منعهم من معاودة الدخول الى لبنان، الامر الذي نفاه مصدر في الامن العام لـ"النهار"، الذي حضرت عناصره بكثافة في المدينة الرياضية. وعند الساعة الثانية عشر الا ربعاً، وصلت الباصات لنقل المنتظرين السوريين... صفاء الكردي هي اول من استقلت الباص لتنتقل والبقية الى مصيرهم الجديد، ويبقى أمل اللاجئين بأن تنتهي الحرب في بلدهم ويعودوا اليها عما قريب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم