الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

برتلماوس "يُعلن الحرب" على كنيسة موسكو و نحو انشقاق في الكنيسة الأرثوذكسيّة

برتلماوس "يُعلن الحرب" على كنيسة موسكو و نحو انشقاق في الكنيسة الأرثوذكسيّة
برتلماوس "يُعلن الحرب" على كنيسة موسكو و نحو انشقاق في الكنيسة الأرثوذكسيّة
A+ A-

قرر سينودس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إنهاء مشاركة الكنيسة الروسية في الهيئات التابعة لبطريركية القسطنطينية المسكونية، وهو ما يشكل خطوة في اتجاه انشقاق في الكنيسة الارثوذكسية العالمية التي يتبعها 300 مليون شخص، أي ما يعادل 12 في المئة من المسيحيين، وذلك على خلفية مشكلة دينية - سياسية تتعلق بأوكرانيا.

ويتضمن القرار تعليق أداء الطقوس المشتركة مع أساقفة بطريركية القسطنطينية، وإنهاء تلاوة اسم البطريرك المسكوني برتلماوس الأول أثناء خدمة القداس الإلهي في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، كما أكد مدير قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو، مطران فولوكولامسك إيلاريون.

ولا يعني هذا القرار حتى الآن، استناداً إلى الناطق باسم بطريرك موسكو وسائر الروسيا البطريرك كيريل، الأب ألكسندر فولكوف، قطع العلاقات تماماً، ولا يحرم رجال الدين من بطريركية القسطنطينية المسكونية والكنيسة الأرثوذكسية الروسية بعضهم بعضاً حضور خدمة القداس. إلا أنه يشكل تحذيراً أخيراً من أنه إذا واصلت الكنيسة المسكونية نشاطاتها على أراضي الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية، سوف تقع القطيعة التي تتحمل "مسؤوليتها بطريركية القسطنطينية".

ويعود الخلاف بين الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وبطريركية القسطنطينية المسكونية إلى رغبة الأخيرة في منح "الكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية التابعة لبطريركية كييف" صفة كنيسة محلية مستقلة. وتشهد الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا انقساماً بين فرع يعلن رجال الدين فيه ولاءهم لموسكو، وآخر يشرف عليه البطريرك فيلاريت غير المعترف به، والذي يتخذ كييف مقراً له.

وحذر المسؤول الكنسي الروسي المطران إيلاريون الاسبوع الماضي من أنه اذا تم الاعتراف ببطريرك كييف "فلن يكون لدينا خيار سوى قطع العلاقات مع القسطنطينية"، متهماً برتلماوس بالتصرف بطريقة "مشينة وغادرة". وأضاف: "عندما يتدخل شخص ما بشكل وقح في شؤون كنيسة أرثوذكسية محلية، لا يوجد ذلك فقط وضعاً ميؤوساً منه، بل يهدد بإحداث شقاق في العالم الأرثوذكسي برمته ".

وكان البطريرك الروسي كيريل، وصف احتمال انفصال الكنيسة الأوكرانية عن موسكو بأنه "كارثة أرثوذكسية شاملة".

إلى ذلك، من غير الواضح ماذا سيعني منح أوكرانيا حق إقامة كنيسة مستقلة عملياً، لكن الخبراء يتفقون على أن قراراً كهذا سيشكل ضربة لسلطة روسيا الدينية على العالم الأرثوذكسي.

وفيما تعد بطريركية القسطنطينية الأرثوذكسية أقدم كنيسة أرثوذكسية في العالم، إلا أن تلك التي في موسكو هي الأكثر نفوذاً ولها أكبر عدد من الأتباع.

والمفارقة أنه في 31 آب الماضي اجتمع كيريل وبرتلماوس في اسطنبول في قمة وصفت في حينه، بأنها كانت "أخوية وودية"، الأمر الذي أعطى انطباعاً أن الحبرين أنهيا الخلافات بينهما، ولكن بعد ذلك بأسبوع، في الرابع من أيلول، ندد البطريرك المسكوني مجدداً بـ"التدخلات الدولية لموسكو في شؤون كييف"، واصفاً إياها بأنها "غير مسكونية"، أي أنها لا تنسجم والقانون الكنسي الارثوذكسي الذي يحافظ على الاستقلال الوطني والفردي لنحو 60 كنيسة أرثوذكسية حول العالم. وفي السادس من أيلول، سارع برتلماوس الى تعيين اسقفين في منصب أكسرخوس في كييف، تحضيراً للاعتراف بالكنيسة الأوكرانية المنشقة، الأمر الذي نددت به الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، معتبرة إياه خرقاً فظاً لقوانين الكنيسة.

وكان الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو طالب بذلك وأيدته الولايات المتحدة علناً. واعتبر البطريرك كيريل احتمال استقلال الكنيسة الارثوذكسية عن موسكو بمثابة اعلان حرب، وفي السابع من أيلول وصف ما حصل بأنه "تدخل سافر وغير مسبوق في الاراضي الكنسية لبطريركية موسكو".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم