الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني في جامعة الروح القدس

استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني في جامعة الروح القدس
استراتيجيات وتقنيات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني في جامعة الروح القدس
A+ A-


أشارت عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس-كسليك، خلال مؤتمر"استراتيجيّات وتقنيّات جديدة لصناعة النبيذ اللبناني" في الجامعة، نظّمته كلّيّة العلوم الزراعيّة والغذائيّة في الجامعة دكتورة لارا حنا واكيم إلى "أنّ قطاع النبيذ يشكّل أهميَّة استراتيجية للزراعة في لبنان ولمستقبل المناطق الريفيَّة ولدعمها وإبقاء شبابنا في مناطقهم، فلا يزال تاريخ النبيذ اللبناني أسطورة تتمتع بحيوية دائمة".

ولفت مدير عام المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ جان – ماري أوران إلى "أنّ لبنان قد أسّس إتحاد الكرمة والنبيذ عام ١٩٩٧، ثم تبنى قانون النبيذ عام ٢٠٠٠، الذي على أساسه تأسّسَ المعهد الوطني للكرمة والنبيذ عام ٢٠١٣. وأُقيمت أول جلسة لتذوّق النبيذ اللبناني في مقر المنظمة الدولية للكرمة والنبيذ عام ٢٠١٠".

وناشد مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود "الاغتراب اللبناني دعم النبيذ اللبناني عبر استهلاكه لأنه يرمز الى حضارة لبنان وتراثه وثقافته، ويساهم في بقاء المزارع في أرضه وعدم الهجرة وبيع الأراضي... كما سيكون هناك عمل جديد مع الرهبانيات والأبرشيات على غرار العمل مع مؤسسة أديار".

وأشار رئيس جامعة الروح القدس - الكسليك الأب البروفسور جورج حبيقة في كلمته إلى أنّه "بعد فترة وجيزة على إنتخابي، ألقيت أوّل كلمة لي كرئيس لجامعة الروح القدس – الكسليك في المؤتمر الثالث للنبيذ اللبنانيّ في العام 2016. إذًا، ليس من المبالغة القول إنّ الاحتفال بالنبيذ اللبنانيّ يشكل إحدى العلامات الفارقة ويضفي نكهة خاصّة على عهدي. والمعجزة الأولى لسيّدنا يسوع المسيح كانت في قانا الجليل في عرس نفذت خلاله الخمر فجأةً. فتدخّل يسوع لإنقاذ فرح أهل العروسين وحول الماء إلى خمرة لذيذة روحيّة فرّحت قلوب المدعوّين، فكانت أشبه بالمذاق الأوّل لطعم الزمن الآتي".

وأضاف: "يذكّرنا ذلك بما جاء على لسان أشعيا النبيّ (القرن الثامن ق.م.) حول الحزن الشديد الذي يلفُّ الوجود عند نفاذ الخمر: "يُصرَخ في الشوارع لطلب الخمر فقد غاب كلّ فرحٍ وانتفى طرب الأرض." (اش 24: 11) في هذا الإطار تأتي الفكرة البارعة التي تبادرت إلى ذهن قدس أبينا العام نعمة الله الهاشم عندما أطلق مشروع "أديار" لصناعة النبيذ العضوي الذي يحمل في طيّاته نكهة بيئتنا وطعم أرضنا بتنوّعاتها المجبولة بجمالات جبالنا وفتون سهولنا وسحر ودياننا. لعلّ الأديبة الفرنسية كوليت (Colette) كانت محقّة في قولها إنّ "الكرمة هي الوحيدة في عالم النبات التي تجعلنا على بيّنة من مذاق الأرض الحقيقيّ." يذكّرنا ذلك بالمثل الفرنسيّ القائل إنّ النبيذ يحمل دومًا عطر أرضه".

وذكّر الأب حبيقة "أنّ الكتاب المقدّس يقرّ بفوائد الخمر الاستثنائية، إن على الصعيد العلاجيّ أو الشعوري، لكنّه يحذّر دومًا من الإفراط في احتسائها الذي يؤدّي إلى الخطر والموت، ويشدّد بالتالي على أقصى درجات الاعتدال بالقول إنّ القليل من الخمر يفرّح قلب الإنسان. وكما ورد في مسرحية "الوحشيّ" (Le Brutal) للكاتب الكوميديّ اللاتينيّ بلوت (Plaute) في القرن الثاني قبل المسيح: "ليس للخمر أن تتحكم في الإنسان، بل ينبغي على الانسان أن يتحكم في الخمر." من ناحية أخرى، قد يكون من المفيد هنا أن نذكّر بأنّ مفهوم الكمّيّة يفقد أهمّيّته تمامًا عندما يتعلّم المرء تذوّق النبيذ فعليًّا واحترافيا. هذه النظرة تتقاطع كليا مع ما ذهب إلى قوله الفنّان الإسبانيّ سلفادور دالي (Salvador Dali) حين أكّد أنّ "من يجيد التذوّق لا يعود يشرب النبيذ، بل يتذوّق لذّة أسراره." كما وأن بالنسبة للبعض، من منظار آخر، يتحوّل النبيذ إلى منظومة أخلاقيّة ومقياس أدبي لإطلاق الأحكام على سلوكيات البشر عبر صور بيانية ومجازيّة بليغة. من هنا قولُ الخطيبِ والكاتب الرومانيّ شيشرون (Cicero) إنّ "البشرَ كالخمر، مع مرور الزمن، الجيّدُ منهم يطيبُ أكثرَ وأكثر والرديءُ منهم يَحمَضُّ أكثرَ وأكثر ".


وشدد على أنه "مع هذه الباقة المتنوعة من الأفكار حول النبيذ، يبقى أنّ الغاية من هذا المؤتمر اليوم إنما هي استخدام التكنولوجيا كوسيلة لتسليط الضوء على الإشكاليّات الحاليّة التي تطال قطاع صناعة النبيذ في لبنان والعالم من خلال مساهمات خبراء محلّيّين ودوليّين. كما يأتي ذلك في الوقت عينه دعمًا لشهادة الماستر في علم الخمرة، وهو مسار تعليميّ مبتكر وفريد من نوعه في الشرق الأوسط تتميّز به كلّيّة العلوم الزراعيّة والغذائيّة في جامعة الروح القدس – الكسليك".



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم