الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

التكيّف والنسيان من بن غوريون الى نتنياهو

المصدر: "النهار"
Bookmark
التكيّف والنسيان من بن غوريون الى نتنياهو
التكيّف والنسيان من بن غوريون الى نتنياهو
A+ A-
يتحدث الباحث الاسرائيلي أفنير يانيف صاحب كتاب "السياسة والاستراتيجية في اسرائيل" الصادر عن جامعة حيفا عام 1994، عن هوية الصراع العربي الاسرائيلي منذ ان قامت اسرائيل وحتى اليوم. فلا ينظر الى هذا الصراع على انه مجرد قضية تعارض في المصالح، كالخلاف على الحدود او على حقوق الملاحة والصيد في الممرات المائية كما يحصل عادة بين اي دولتين جارتين على سبيل المثال، بل ينظر اليه على انه صراع تاريخي عميق الجذور، غير محدود، وشامل، وربما بلا حل. فجميع الحكومات الاسرائيلية حتى الآن، ومهما كانت هويتها الحزبية او السياسية، اصرت على ما تسميه تأكيد "حقوقنا التاريخية والطبيعية" في ارض اسرائيل طبقا ل "ميثاق الاستقلال" بحسب زعمها. وانسجاما مع هذا التفكير وهذا التوجه كان لا بد للقادة الاسرائيليين من استخدام منطق مقلوب ومغلوط يلقي تبعة الصراع والنزاع على الضحية، اي الشعب الفلسطيني والعالم العربي، لانهما لا يعترفان، بهذا المنطق ومستلزماته الجيوسياسية والتاريخية. وافراطا في هذا المنطق السقيم ظهرت مقولة الصهيونية الاشتراكية بقيادتها التاريخية المعروفة مثل بن غوريون وغولدا مائير، التي تتبنى مقولة "ارض بلا شعب لشعب بلا ارض". ولم تخجل تلك القيادات من مناقضة نفسها بنفسها عندما وجدت أنها مضطرة لارتكاب ابشع المجازر بحق الشعب الذي انكرت وجوده، بالاضافة الى تشريده ومطاردته تارة حتى بيروت، وتارة اخرى حتى تونس. او أنها وجدت نفسها مضطرة الى تكسير عظام اطفاله عندما قاوم الاحتلال والقهر والاستغلال بالحجارة مدة سبع سنوات واكثر من دون كلل او ملل. وبازاء هذه الحقائق اضطرت غالبية زعماء اسرائيل والصهيونية الى الاعتراف بالحقيقة التاريخية الاصلية وغير المزورة وهي كما يحددها أفنير يانيف: "ان المشروع الصهيوني منذ ايامه الاولى كان جهدا شاقا سياسيا، وديبلوماسيا واقتصاديا وايديولوجيا، وفوق كل ذلك عسكريا بفرض اسرائيل على الشرق الاوسط العربي الذي يرفض قبولها". وعلى هذا الاساس دار حديث مهم جدا بين بن غوريون، اول رئيس حكومة اسرائيلية، وناحوم غولدمان، ابرز زعيم للمنظمة الصهيونية العالمية، وذلك بعد سنوات عدة من قيام "الدولة" قال فيه بن غوريون بكل صراحة ووضوح ما يأتي: "لو كنت زعيما عربيا لما قبلت ابدا قيام اسرائيل. انه امر طبيعي! لقد اخذنا ارضهم. صحيح ان الله...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم