الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

آلزهايمر؟ بالرياضة قاومه بل... عالجه؟

المصدر: "النهار"
"النهار "
آلزهايمر؟ بالرياضة قاومه بل... عالجه؟
آلزهايمر؟ بالرياضة قاومه بل... عالجه؟
A+ A-

كلا. كلا. المسألة أكثر بكثير من "العقل السليم في الجسم السليم". الجملة الأخيرة صحيحة عموماً، لكن ما وجده العلم أخيراً عن علاقة الرياضة بسلامة العقل، يفوق تلك الصورة الإيجابية بما لا يقاس.

من كان يتصور أن تكون الرياضة مساوية في الأهمية للعلاج بالأدوية وهرمونات أعصاب الدماغ سويّة، في مقاومة "آلزهايمر"، بل ربما نجح مزيج تلك الأشياء معاً ليكون علاجاً لأدمغة ضربها "آلزهايمر"!

لنترك التعميم. لندخل إلى التفاصيل المثيرة التي توصلت إليها أخيراً مجموعة بحثيّة أميركيّة قادها البروفسور سي هوون شوا، أستاذ "مركز الجينات والتقدّم في العمر" في "كليّة هارفرد للطب". وأجرت المجموعة بحثاً متقدماً عن أدمغة مصابة بـ"آلزهايمر"، للتعرف إلى ما يمكن استعماله في شفائها. ويُعرف عن "آلزهايمر" أنه يدمر أعصاباً في مناطق تتعلق بالذاكرة في الدماغ، بما يفوق القدرة على تجديد تلك الأعصاب في تلك المناطق تحديداً. ويحدث التجديد بواسطة هرمون عصبي تتحكم في إفرازه مجموعة من الجينات. وهناك أدوية تحفز إفراز هرمون التجديد، بعضها يعمل على الجينات المتحكمة به.

وفي ملمح مميّز لتجربة فريق البروفسور شوا، جرت المقارنة بين العلاج بأدوية تحفيز الهرمون والجينات التي تفرزه من جهة، والعلاج بالأدوية نفسها بعد إضافة عنصر الرياضة الجسدية إليها. وفشلت المجموعة الأولى في تحسين حال الأدمغة المصابة بـ"آلزهايمر"، فيما نجحت الثانية بشكل مميّز، بمعنى أن تلك الأدمغة استعادت قدرات معرفيّة كانت فقدتها في سياق إصابتها بـ"آلزهايمر". ولم تتساوَ أي أدوية مع ذلك التأثير للرياضة، سوى أدوية متطوّر تحتوي على هرمون لا يفرزه الدماغ إلا في مراحل الطفولة والشباب!

بقول آخر، الرياضة بالنسبة للدماغ تساوي هرمونات النمو الداخلي التي تكون فيه أثناء الطفولة والشباب، وفق تلك الدراسة المثيرة. وعلى رغم أنها المرّة الأولى التي يعثر فيها العلماء على شيء يساوي التأثير الإيجابي للرياضة على الدماغ في الشيخوخة، إلا أن الفريق الأميركي لم يتوصل إلى التعرّف بدقة إلى الطرق والآليات التي تعطي الرياضة ذلك التأثير الإيجابي.

إذاً، الرياضة في الشيخوخة، هي "إكسير" الشباب للدماغ، وبصورة نسبيّة أيضاً.

من ناحية ثانية، فتحت التجربة باباً لتجارب اخرى على علاج "آلزهايمر" بواسطة الأدوية والهرمونات التي استعملت في التجربة، إضافة الى الرياضة بالطبع.

ونشرت مجلة "ساينس" العلمية، وهي تنطق بلسان "الجمعية الأميركية لتقدم العلوم"، ملخصاً عن نتائج تلك الدراسة المشوّقة في موقعها الالكتروني أخيرا. وكذلك لاحظت أن الرياضة لم تبح بكامل أسرار علاقتها مع الدماغ... ليس بعد!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم