السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

أنقذوا التفاح!

المصدر: "النهار"
طوني فرنجية
A+ A-

ان كان الاعلان اللبناني الرسمي الترويجي للتفاح ايام زمان يقول "تفاحة باليوم تغنيك عن الطبيب"، فان التفاح اليوم "متروك ع "الله"، لا دولة تهتم به ولا تعاونيات ترعاه، والمزارع الذي يعنى به من الشمال الى جبل لبنان فالبقاع يعيش هذه الفترة مع اقراب موعد القطاف احلك ايامه وابشع لياليه والكوابيس تقضّ مضجعه خوفا على مصير موسم وتعب عام كامل.

الصرخة واحدة في كل المناطق "اجيروا التفاح وانقذوا الموسم"، لكي لا يكون مصيره كمصير الاجاص وهو الموسم الشقيق الذي لا يزال مكدسا في مستودعات التبريد، او تلف على امه وخرّ ارضا في الحقول والبساتين، لكي لا يتكبّد المزارعون خسائر القطاف والتبريد فوق خسائر التسميد والرش والري والفلاحة.

التفاح ليس في احسن حال هذا العام، فالتغييرات المناخية والرطوبة الزائدة في الربيع اضرت به كثيراً، لا سيما في جهات بشري وجرد بقوفا وتنورين فضربه "التبقع "الذي يشوه الثمرة ويجعلها غير قابلة للبيع، وهذا المرض يقف المزارعون امامه عاجزين عن المكافحة.

كما انه، ونتيجة للتغيير المناخي وارتفاع الحرارة نشطت "ذبابة الشرق الاوسط" في الجرود وضربت التفاح بصنفيه الابيض والاحمر، لكن الابيض كان الاكثر تضررا جراء قشرته الرقيقة ورغم المحاولات المتكررة للمزارعين في المكافحة عبر الرش الدوري والذي وصل في بعض الاحيان الى رشة كل خمسة ايام، الا ان الذبابة فعلت فعلها و"التفاحة المعقوصة منها لا تباع ولا تشرى".

وما زاد الطين بلة، ان شتوة ايلول الاخيرة اضرت كثيرا بالتفاح رغم ان المزارعين فرحوا بها كونها روت الارض الا انها طرحت التفاح ارضا وكسرت الاغصان واوقعت اضراركبيرة في جدران الدعم في البساتين ما زاد من معاناة المزارعين ورفعوا الصرخة والصوت طالبين العون والنجدة.

المزارع حنا اسكندر اكد ان "اكثر من نصف الموسم لا يباع ولا يشرى وهذه خسارة كبيرة علينا كون اكلاف الرش زادت بنسبة اكثر من مرتين هذا العام ولهذا الخسارة واقعة ونامل الا تكون كبيرة وان نكون قادلاين على تحملها عاما بعد اخر."

من جهته، قال المزارع يوسف شليطا: "الاساس في الموسم اقبال التجار الى الحقول وبعدها لكل حادث حديث، لكن حتى الساعة ما من احد مرّ منهم من هنا وهذا دليل إلى انهم "ينامون" على التفاح لشرائه بأبخس الاسعار.

أما المزارع بطرس ديب، فقال: "نحن ننتظر لكن على ما يبدون ان الطقس لا يرحم شتوة الامس اضرت بنا كثيرا ولهذا لا يكننا الانتظار كثيرا خوفا من تقلبات الطقس".

حيال هذا الواقع المأزوم، وجهت النائبة #ستريدا_جعجع كتابا الى رئيس الحكومة سعد الحريري، تعرض فيه واقع موسم التفاح في مدينة وجبّة بشري. حيث ان الثمار قد تعرّضت للتبقع نتيجة الرطوبة الزائدة خلال موسم الصيف، ما سبّب ضرراً كبيراً على المزارعين وضرب مواسمهم التي لم يعد هناك إمكان لتصريفها.

وطلبت جعجع من الرئيس الحريري الإيعاز الى الهيئة العليا للاغاثة للمبادرة الى ارسال فريق من الخبراء إلى مدينة وجبّة بشري للكشف على بساتين التفاح واجراء مسح شامل للاضرار من اجل القيام بالتعويض على المزارعين، الذين يتكلون بشكل اساسي على موسم التفاح من اجل تأمين التكاليف المعيشية لعائلاتهم.

اما في اهدن، فإن حركة شباب زغرتا الزاوية تحيي وللسنة الثالثة على التوالي في إهدن تقيم نهار السبت والاحد في ١٥ و ١٦ أيلول ابتداءً من الساعة الثالثة بعد الظهر في مبنى الكبرى في إهدن مهرجانا للتفاح والهدف منه تشجيع إستهلاك التفاح والمنتوجات الزراعية الإهدنية وخلق فرص لتصريفها.

يقسم المعرض إلى قسمين: قسم المنتوجات الزراعية مباشرة من المزارع الى المستهلك ويحتوي أيضًا على المنتوجات الغذائية المصنّعة من التفاح محليًّا، كالمربّيات وقوالب الكاتّو وعصير التفّاح والخلّ ونبيذ التفّاح وغيره.

والقسم الثاني سيضمّ حفلات موسيقيّة للكبار واستعراضات مجانية للأولاد.

إبتداءً من الساعة الثالثة من بعد الظهر حتى الساعة التاسعة ليلاً.


ويبقى السؤال هل يكون مصير موسم التفاح مشابها لموسم الاجاص ام ان الايام القليلة المقبلة ستحمل بشائر خير للمزارعين كان تفتح اسواق تصريف جديدة ومعابر حدودية برية تساهم في نقل التفاح الجيد والصالح للتصدير الى الخليج والبلدان العربية والاجنبية؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم