الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

عدد الجياع في العالم يواصل الارتفاع والسبب الصدمة المناخية!

عدد الجياع في العالم يواصل الارتفاع والسبب الصدمة المناخية!
عدد الجياع في العالم يواصل الارتفاع والسبب الصدمة المناخية!
A+ A-

تشير أدلة جديدة إلى أن عدد الجياع في العالم يرتفع، اذ بلغ 821 مليون شخص في عام 2017 أي واحد من بين كلّ 9 أشخاص، كما أن التقدم الحاصل في معالجة الأشكال المتعددة لسوء التغذية والتي تراوح ما بين تقزّم الأطفال والسمنة بين البالغين، محدود مما يعرض صحة مئات الملايين من الناس للخطر، بحسب تقرير جديد نشرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو).

أخذ الجوع في الارتفاع على مدى السنوات الثلاث الماضية، وترسل هذه الانتكاسة تحذيراً واضحاً أنّ علينا العمل بسرعة إذا أردنا تحقيق هدف التنمية المستدامة الخاص بالقضاء على الجوع بحلول عام 2030. ويزداد الوضع سوءاً في #أميركا_الجنوبية ومعظم مناطق #أفريقيا، ويتباطأ بشكل كبير الاتجاه نحو تقليل مستوى نقص التغذية في #آسيا. ووجد تقرير #الأمم_المتحدة السنوي أن التقلبات المناخية التي تؤثر في أنماط سقوط الأمطار والمواسم الزراعية، والظواهر المناخية المتطرّفة مثل الجفاف والفيضانات، هي من بين العوامل الرئيسية وراء ارتفاع مستويات الجوع، إلى جانب النزاعات والتباطؤ الاقتصادي.

وحذّر رؤساء منظمات الأمم المتحدة المخنصة بالمناخ والغذاء ورعاية الأطفال في مقدمتهم المشتركة للتقرير من أن "العلامات المثيرة للقلق المتمثلة في زيادة انعدام الأمن الغذائي والمستويات المرتفعة لأشكال مختلفة من سوء التغذية، تشكل رسالة تحذير واضحة بأن هناك الكثير من العمل الذي ينبغي القيام به للتأكد من أننا لن نترك أحداً متخلفاً عن الركب في سعينا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالأمن الغذائي وتحسين التغذية".

وأضافوا: "إذا أردنا الوصول إلى عالم خالٍ من الجوع وسوء التغذية بجميع أشكاله بحلول عام 2030، فمن الحتمي أن نقوم بتسريع وتوسيع نطاق الإجراءات الرامية لتعزيز القدرة على الصمود وقدرة النظم الغذائية على التكيف وتحسين سبل معيشة الناس استجابة للتقلبات المناخية والظواهر المتطرفة".

تأثير تقلب المناخ على الغذاء

أدّت التغيرات المناخية إلى تقويض إنتاج المحاصيل الرئيسية مثل القمح والأرز والذرة في المناطق الإستوائية والمعتدلة، وبسبب عدم القدرة على الصمود في وجه هذه التغيرات، فإن الأمر سيتفاقم مع ارتفاع درجات الحرارة لتصبح أكثر تطرفاً. ويبين التحليل الوارد في التقرير أن انتشار نقص التغذية وزيادة أعداد من يعانون منها يميل إلى أن يكون أعلى في البلدان المعرضة بشدة للمناخ المتطرف. وتكون نسبة نقص التغذية أعلى عندما يقترن التعرض إلى التطرف المناخي بوجود نسبة عالية من السكان الذين يعتمدون على النظم الزراعية التي تتسم بدرجة عالية من الحساسية لتقلبات المطر ودرجات الحرارة.

وظلت التغيرات في درجات الحرارة في مناطق المحاصيل الزراعية أعلى من المتوسط الطويل الأمد للفترة 2011-2016، مما أدى إلى نوبات متكررة من الحرارة الشديدة في السنوات الخمس الأخيرة. كما تتغير طبيعة مواسم الأمطار، مثل بدء الموسم في وقت مبكر أو متأخر، والتوزيع غير المتساوي للأمطار في موسم معين. ويساهم الضرر الذي يلحق بالإنتاج الزراعي في نقص توافر الغذاء، مع تأثيرات مباشرة تسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخسائر في الدخل تقلل من قدرة الناس على الوصول إلى الغذاء.

تقدم بطيء في إنهاء كل أشكال سوء التغذية

وبحسب التقرير، أُحرز تقدّم ضئيل في الحد من تقزّم الأطفال، إذ كان هناك ما يقرب من 151 مليون طفل دون الخامسة أقصر قامة بالنسبة لأعمارهم بسبب سوء التغذية في عام 2017، مقارنة بـ165 مليون طفل في عام 2012. وعلى الصعيد العالمي، استأثرت أفريقيا وآسيا بنسبة 39 في المئة و55 في المئة من مجمل الأطفال الذين يعانون التقزم، توالياً. وما زالت نسبة انتشار هزال الأطفال مرتفعة جداً في آسيا حيث يعاني واحد من كل 10 أطفال دون سن الخامسة من نقص في الوزن بالنسبة لطولهم مقارنة بواحد فقط من كل 100 في أميركا اللاتينية و#منطقة_البحر_الكاريبي.

كما جاء في التقرير أن واحدة من كل 3 نساء في سن الإنجاب على مستوى العالم تعاني من فقر الدم، الذي له عواقب كبيرة على صحة ونمو النساء وأطفالهن. ولم تظهر أي منطقة انخفاضاً في نسبة فقر الدم بين النساء في سن الإنجاب، وكان انتشاره في أفريقيا وآسيا أعلى بثلاث مرات تقريباً من انتشاره في أميركا الشمالية. أما معدلات الرضاعة الطبيعية في أفريقيا وآسيا فهي أعلى بمرّة ونصف المرّة من معدلاتها في أميركا الشمالية، حيث 26 في المئة فقط من الرضّع دون سن الستة أشهر يحصلون على حليب والداتهم.

الجانب الآخر من الجوع: السمنة تزداد

السمنة لدى البالغين تزداد أيضاً، فأكثر من واحد من كل 8 بالغين في العالم يعانون السمنة. ويظهر التقرير أن هذه المشكلة أكبر في أميركا الشمالية، لكن أفريقيا وآسيا تشهدان أيضاً اتجاهاً تصاعدياً في هذا المجال. وتوجد مشكلتا نقص التغذية والسمنة معاً في العديد من البلدان، وحتى في الأسرة الواحدة. إن صعوبة تأمين الطعام المغذي بسبب تكلفته العالية، والتوتر الناجم عن العيش بلا أمن غذائي، والتكيف الفسيولوجي مع الحرمان الغذائي، جميعها تساعد في تفسير سبب عرضة العائلات التي تفتقر إلى الأمن الغذائي أكثر لخطر زيادة الوزن والسمنة.

دعوة للعمل

يدعو التقرير إلى تنفيذ وتوسيع نطاق التدخلات الرامية إلى ضمان الوصول إلى الأطعمة المغذية وكسر دورة سوء التغذية بين الأجيال، ويقول إن السياسات يجب أن تولي اهتماماً خاصاً للمجموعات الأكثر عرضة للعواقب الضارة المترتبة على سوء الوصول إلى الغذاء، وهي الأطفال الرضع، والأطفال دون سن الخامسة، والأطفال في سن المدرسة، والمراهقات، والنساء. وفي الوقت عينه، يجب إحداث تحول مستدام نحو الزراعة ونظم الأغذية الحساسة للتغذية التي يمكن أن توفر الغذاء الآمن والعالي الجودة للجميع. كما يدعو التقرير إلى بذل المزيد من الجهود لبناء القدرة على الصمود في وجه المناخ من خلال سياسات تعزز التكيف مع تغير المناخ وتخفف من آثاره والحد من مخاطر الكوارث.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم