الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بحيرات عيون السمك تحولت مكباً للنفايات وسيول اجتاحت بساتين حرار

المصدر: "النهار"
ميشال حلاق
بحيرات عيون السمك تحولت مكباً للنفايات وسيول اجتاحت بساتين حرار
بحيرات عيون السمك تحولت مكباً للنفايات وسيول اجتاحت بساتين حرار
A+ A-

إنها "الشتوة الأولى"... مفاعيلها هي هي. فنعمة المطر المنتظر حضورها بعد أفول كل صيف، يأبى المسؤولون إلا أن يحولوها إلى نقمة على الناس، وأملاكهم وأرزاقهم، عبر استهتار يليه إهمال ومشاريع تنفذ من دون دراسة وإهدار للمال العام وتواطؤ في السكوت عن التعديات بالجملة والمفرق على الأملاك النهرية ومجاري المياه الشتوية وإقفال العبّارات أمام مسار جريان المياه، وعدم تعزيل الأقنية على جوانب الطرقات، بشكل دوري ومنتظم، أو تنظيفها من شتى أنواع القذارة الملقاة فيها، نفايات منزلية، قناني بلاستيك، أغصان الأشجار وما تبقى من منتجات زراعية تالفة، زيوت سيارات، وعبوات زيوت على اختلاف الأحجام، حفاضات، وكل ما يمكن أن يتخيل، طفا بالأمس، ومع الشتوة الأولى على سطح مياه الإهمال التي ضاقت بها مجاريها، فاجتاحت الأراضي والحقول وجرفت الطرقات التي انشئت ارتجالاً ودونما أية دراسات...والحق دائماً على " الشتوة الأولى" التي غالباً ما تأتي دونما سابق إنذار، ولا تحيط الناس ولا المسؤولين علماً بحجم كميات المطر وأي مسار ستسلك.

المواطن العادي الذي احتجزته السيول على الطرقات أو خربت أرزاقه، يحار لمن يشكو، ولسان حاله يقول الشكوى لغير الله مذلة.




من وادي خالد إلى المشاتي وشدرا والقبيات وجوارها وصولا إلى عكار العتيقة وكامل منطقة الجومة وفنيدق وباقي قرى وبلدات جرد القيطع، نزولاً إلى حلبا وباقي قرى وبلدات الشفت وببنين ومحيطها، وصولاً إلى بلدات السهل وكل قرى وبلدات منطقة الدريب، عاش أهلها لثلاث ساعات تحت رحمة المطر الغزير وفيضان الأنهر والمجاري السطحية بكل ما حملته هذه المياه من وحول وأتربة ونفايات، لتطبق على الطرقات وتسد منافذها. ولعل منظر بحيرات عيون السمك لأكبر دليل على بشاعة الصورة التي كانت عليها عكار في هذا الوقت، شأنها بذلك شأن بلدات الضنية المجاورة التي كانت معاناتها أكبر وأعمّ وأكثر فداحة .

فتحار البلديات واتحادات البلديات من أين تبدأ العمل، لتباشر الجرافات الصغيرة والكبيرة تخبط خبط عشواء. فالمهم إزالة الأتربة وتأمين حركة السير التي توقفت لبعض الوقت على امتداد الطريق الرئيسة من العبدة حتى الكويخات مروراً بحلبا، مركز محافظة عكار.

وقد ناشد رئيس بلدية مجدلا محمد سعيد الأسمر أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، "الكشف الفوري على الأضرار التي لحقت بالطريق العام الجديد الذي يربط مجدلا وعدة قرى أخرى بحلبا.



وأشار إلى أن هناك كتاباً وجّهه إلى الهيئة العليا للإغاثة ممثلة باللواء خير عبر أحد نواب المنطقة من أجل إقامة جدران دعم وتزفيت الطريق ولا زلنا في انتظار الرد".

وختم: "بالأمس كانت استجابة اللواء محمد خير سريعة في الضنية، وعكار والضنية معاناة واحدة ونتمنى أن نرى سرعة الاستجابة أيضاً في ما خص مطلبنا المتكرر".

نائب رئيس بلدية برقايل علي عبيد طالب من جهته الهيئة العليا للإغاثة ووزارة الأشغال الإسراع بإنشاء جدران الدعم التي انهارت أتربتها وصخورها بفعل الأمطار الغزيرة على الطريق العام في محلة نبع العربيط، وذلك ضناً بأرزاق الناس ولإبعاد الضرر عن الطريق العام والأهالي.

وأشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تنهار فيها الصخور على هذه الطريق الحيوية التي تربط منطقتي ساحل ووسط القيطع بجرد القيطع. وكانت مناشدات عدة للمسؤولين لإتمام بناء حائط الدعم وحتى الآن لم نرَ نتيجة.

إنها الشتوة الأولى، فهل من يتّعظ ويستعدّ لمواسم المطر؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم