الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

مارادونا يبحث عن ولادة جديدة بعد أعوام طويلة من "المرض"

المصدر: "أ ف ب"
مارادونا يبحث عن ولادة جديدة بعد أعوام طويلة من "المرض"
مارادونا يبحث عن ولادة جديدة بعد أعوام طويلة من "المرض"
A+ A-

وصف أسطورة #كرة_القدم الأرجنتينية #دييغو_مارادونا قراره بتدريب دورادوس، الذي يلعب في الدرجة الثانية المكسيكية، بولادة جديدة بالنسبة إليه، بعد أعوام من الإدمان، وذلك مع تقديمه رسمياً كمدرب جديد للفريق.

وأثار قرار مارادونا، الذي صارع علناً مع إدمانه على المخدرات والكحول والبدانة، بالاشراف على هذا الفريق، الاستغراب كونه سيتواجد في عرين كارتلات المخدرات المكسيكية، وهي ولاية سينالوا.

لكن في أول مؤتمر صحافي له في دورادوس، وصف بطل مونديال 1986 وظيفته الجديدة بأنها بداية صحية جديدة بعد "مرض" طويل، في إشارة الى ما مر به في الماضي، وذلك أمام 200 صحافي تجمعوا داخل قاعة مؤتمرات الفندق في كولياكان، عاصمة الولاية، حيث قدم رسمياً كمدرب جديد للنادي المتعثر.

وقال إبن الـ57 عاماً: "أريد أن أمنح دورادوس ما خسرته عندما كنت مريضاً. كنت مريضاً طوال 14 عاماً. الآن أريد أن أرى الشمس، أريد أن أذهب الى السرير في الليل. لم أكن أذهب حتى الى الفراش. لم أكن أعرف حتى ما هي الوسادة. لهذا السبب قبلت عرض دورادوس".

والعودة الى المكسيك تحمل ذكريات جميلة لمارادونا، لأن لقبه العالمي الوحيد تحقق هناك عام 1986 على حساب ألمانيا الغربية، لكن وجوده في كولياكان سيكون محط اهتمام، لا سيما أن المدينة الواقعة على ساحل المحيط الهادىء، معروفة بالحضور القوي لشبكات تجارة المخدرات ومنها يتحدر أحد أكبر التجار في العصر الحديث خواكين "إل تشابو" غوزمان، المسجون حالياً في الولايات المتحدة.

كما أن دورادوس، القابع في المركز 13 من أصل 15 فريقاً في الدرجة الثانية، مملوك من عائلة هانك النافذة والمتهمة بصلاتها مع تجار المخدرات، ما استحضر تعليقات ساخرة في "تويتر"، حيث كتب أحدهم أن "مارادونا في طريقه الى مكان مليء بتجار المخدرات. ما الذي يمكن ألا يسير على ما يرام؟".

لكن مارادونا شدد الإثنين أن تركيزه على كرة القدم واصفاً انضمامه إلى دورادوس بأنه "أفضل لحظة في حياتي"، موضحاً "أريد أن أقضي وقتاً طويلاً (مع الفريق). يمكن للناس أن يقولوا الكثير من الأشياء، لكن، كنت في انحدار الى أسفل التل، كنت آكل نفسي (بسبب الادمان)، كانت خطوة الى الوراء، وكرة القدم هي خطوة الى الأمام. كل ذلك تغير بفضل بناتي".

وروى مارادونا قصة عن كيف تحدثت ابنته الصغرى اليه ذات مرة عندما كان في غيبوبة، طالبة منه العيش وإقناعه بتغيير طرقه. إنها قصة يرويها منذ أكثر من عقد من الزمن.

ومع ابتسامة عريضة، تسلم مارادونا قميص دورادوس وعلى ظهرها رقمه القديم 10، وقال مازحاً أنه "مستعد لغناء أي أغنية تريدون (الصحافيين) مني".

ومن خلفه صورتين عملاقتين له خلال أيام لعبه، كشف مارادونا إنه رفض عروضاً من الرئيسين اليساريين لبوليفيا وفنزويلا رفيقيه إيفو موراليس ونيكولاس مادورو، لتدريب منتخبي بلديهما.

وبعد خطاب لعشر دقائق، و15 دقيقة للاجابة على أسئلة الصحافيين، أصبح حديثه غير واضح وأحيانا غامضا، ثم توجه الى ملعب دورادوس للاشراف على أول حصة تمرينية للفريق.


وفي طريقه إلى الملعب، قام مارادونا بتحميل مقطع فيديو في حسابه عبر "إنستغرام" شكر فيه معجبيه، وقال فيه "عاشت كنيسة مارادونا".

ولطالما كان مارادونا وإثارة الجدل وجهان لعملة واحدة. في أواخر نيسان ومطلع أيار الماضيين، تابعت وسائل الإعلام سلسلة من الأنباء المتناقضة حول علاقته بنادي الفجيرة الإماراتي. أقيل بداية من منصبه، أعيد اليه بعد أيام، قبل أن يعلن النادي أن المفاوضات معه توقفت اثر تدخل من محاميه ومطالبته بزيادة كبيرة في راتب مارادونا، رغم موافقة الأخيرة على الشروط السابقة.

في منتصف أيار الماضي، أعلن أنه سيتولى رئاسة نادي دينامو بريست البيلاروسي، قبل أن يحين موعد مونديال 2018، ويظهر في ملاعب روسيا مشجعاً للمنتخب الأرجنتيني، راقصاً مع النساء، موجها الإشارات النابية، ومثيراً قلق محبيه بعدما غلبه الإعياء في المدرجات.

ودافع مارادونا كلاعب في بلاده عن ألوان ارجنتينوس جونيور وبوكا جونيورز، قبل ان يبدأ رحلة احتراف أوروبية شملت أندية عدة أبرزها برشلونة الاسباني ونابولي الايطالي، الذي قاده الى إحراز لقب الدوري المحلي مرتين (1987 و1990).

كما دافع مارادونا عن ألوان المنتخب الأرجنتيني، وقاده على وجه الخصوص الى إحراز لقب مونديال 1986.

وتولى مناصب تدريبية بدأها مع مانديو (1994) ثم راسينغ كلوب (1995) ومنتخب الارجنتين (2008-2010)، ولاحقا الوصل الاماراتي (2011 و2012) ومواطن الأخير الفجيرة (2017-2018).

وسيكون من المثير للاهتمام متابعة رد فعل الجمهور المكسيكي على التعاقد مع مارادونا، لا سيما بعد الموقف الذي صدر عنه في حزيران عندما اعتبر بأن المكسيك لا تستحق استضافة كأس العالم لعام 2026 مشاركة مع الولايات المتحدة وكندا.

لكن الأرجنتيني حاول الإثنين مصالحة المكسيكيين، مبرراً "الناس يقولون: لقد تحدثت بالسيئ عن المكسيك!، لكني أرغب في أن تكون المكسيك قادرة على مقارعة ألمانيا وبلجيكا من الند الى الند، ولا أريدها أن تستمر في اللعب بمستوى السلفادور، مع كل الاحترام الواجب للسلفادور".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم