الحسيني لـ"النهار": أشكل المشكلات تفسير البديهيات قانون الانتخاب قسّم اللبنانيين ولن يُنتج حكومة دستورية

لم يشأ الرئيس حسين الحسيني الدخول على خط السجالات الدائرة حول الصلاحيات الرئاسية في عملية تأليف الحكومة، ولذلك يحمل كتاب الدستور، ومنه ينطلق في تفنيد أساس المشكلة الجوهرية التي نواجهها في لبنان. يقول عراب الطائف: "أشكل المشكلات تفسير البديهيات"، وهذه العبارة الفقهية تختصر الجدال حول جنس الملائكة، فيما الهيكل الوطني مهدّد بالانهيار".يستشهد الحسيني بقول المتنبي: "ولا يصحّ في الإفهام شيء اذا احتاج النهار الى دليل". ويقول: "كان لدينا نظام موروث عن الانتداب الفرنسي، ويبدو اننا عندما حققنا الاستقلال كنّا مستعجلين ولم نكن متفقين على الكيان الوطني وعلى الانتماء الوطني، لذلك أبقينا على الدستور كما وضعه الانتداب الفرنسي. وعندما حصل لبنان على الاستقلال، أشير الى الانتماء بأن لبنان ذو وجه عربي، تمّ تعليق الخلافات الى امد آخر. ولم يعدّل الدستور لجهة صلاحيات رئيس الجمهورية، مما أدى الى ان أنتج الوضع الجديد اربعة مكامن خلل في التكوين الوطني: أولاً- عدم إيضاح الهوية الوطنية من حيث هل لبنان لجزء من أهله أم لكامل أهله؟ وهل لبنان على جزء من ارضه أم على كامل ارضه؟ وهل لبنان وطن مرحلة أم وطن نهائي؟ ثانياً- هل لبنان عربي أم غير عربي، بحيث اكتفي ببيان حكومة رياض الصلح الاولى بأن "لبنان ذو وجه عربي".ثالثاً- عدم تعريف نظام الحكم، هل هو رئاسي؟ أم برلماني؟ أم أميري؟ رابعا- مكامن الخلل الثلاثة السابقة أوجدت الخلل الرابع، وهو العجز عن وضع تربية وطنية واحدة لجميع اللبنانيين". يقول الحسيني: "إن هذه الخلافات تفجرت مرات عدة من دون الوصول الى حلول حقيقية، من العام ١٩٥٨ الى العام ١٩٧٥، فضلاً عن الآثار المدمرة التي نتجت من النكبة الفلسطينية، مما اوجب على لبنان ان يواجه خطراً داهماً على كيانه الوطني. ومع سنوات الحرب كان هناك في الموازاة حوار دائم بين اللبنانيين. وهكذا ولدت "وثيقة الوفاق الوطني" التي أنهت في مقدمتها جميع مكامن...