الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"أنا خائفة على ابني كثيراً.."

المصدر: - "النهار"
A+ A-

غداً (السبت) يدفن العريف في قوى الامن الداخلي هيثم ايوب في بلدة حولا الجنوبية عند الحادية عشر قبل الظهر، وهو بذلك ينضم الى ابن بلدته اشرف ذياب الذي سقط أيضاً في انفجاري السفارة الايرانية.


همّ أشرف لمساعدة الجمع بعد الانفجار الاول، فأودى بحياته الانفجار الثاني. نقل الى مستشفى الزهراء، ولم يصمد قلبه إلا ساعات قليلة امام انفجار الدماغ الذي اصيب فيه.
"تعودتْ بلدتنا على الشهادة، وأشرف وهيثم ذهبا فداءً لشجاعتهما، أشرف أراد انقاذ ضحايا الانفجار الاول، وهيثم لاحق الإنتحاري الثاني الذي كان يقود "الجيب" حين اشتبه فيه، ففتح باب "الجيب" محاولاً انزال الإنتحاري الذي فجّر نفسه، كان هيثم او "ابو جوزف" شجاعاً ومحباً للحياة، ولم يمضِ على انتقاله الى مهمته في وزارة الزراعة الا شهرين فقط"، يقول زياد غنوي، عضو المجلس البلدي في حولا التي يلفها الحزن على فقدان ابنيها في انفجاري السفارة الايرانية.
حوّل الانتحاري جثة هيثم، أشلاء وانتظر اهله نتائج فحوص (دي ان اي) التي صدرت امس، ليتمكنوا من تسلم الاشلاء من مستشفى الرسول الأعظم. "ليس في قلوب المجرمين رحمة، حرموا جوزيف وريم (ولدا هيثم) منه، حقدهم لا حدود له، لم نعثر على اشلاء هيثم كاملة، سنقوم بدفن ما حصلنا عليه غداً"، يقول زوج اخته سامر ياسين.


*****


سنتان مضتا على وجود منى مبارك في لبنان. اختارت الشابة (25 سنة) التخلي عن الولايات المتحدة الأميركية، البلد الذي ولدت وتلقت تعليمها فيه، من أجل الإقامة في بيروت الى جانب حبيبها الذي تزوجت منه.
لم يكن الحبيب الدافع الوحيد لاختيار منى البقاء هنا. قبل الزواج بسنوات، دأبت الشابة على اختراع الحجج لاقناع اهلها السماح لها بالسفر الى لبنان بين صيف وآخر.
"في بيروت اوكسيجين افتقده في اوهايو"، كانت تردد مثيرة سخرية من حولها من اللبنانيين التواقين الى تأشيرة تحملهم الى بلاد العم السام.
حالُ زوجها المادية الجيدة، وحصولها على وظيفة ادارية بمرتب معقول، وسكنها في مجمع يتمتع بخدمات اساسية، سمحت لها بـ"الصمود" طيلة الفترة الماضية.. الى ان عبر الموت من جانب احبائها فأهملهم صدفة.
كان زوجها في طريقه الى عمله في معمل "تروساديا" للالبسة الذي تملكه العائلة في شارع السفارة الايرانية يوم الثلاثاء الماضي حين وقع الإنفجاران. دقائق حالت بينه وبين موت محتم لم ينج منه الموظف في المعمل علي العنان، وربما ينجو منه الموظف الآخر كامل منصور الذي لا يزال في غرفة العناية الفائقة في مستشفى الزهراء، وحاله لا تطمئن ابداً.
في الشارع نفسه، يقطن اهل زوجها الذين تضرر منزلهم بسقوط الزجاج والسقوف المصنوعة من الجفصين.
وهي عائدة من مجلس العزاء الذي اقيم عن روح علي عنان في منطقة "برج البراجنة"، اخذت تردد بشيء من الهذيان "كان يمكن ان يكون زوجي ..كان يمكن ان يرحل.. علي العنان كان شجاعاً اراد انقاذ الناس بعد وقوع الانفجار الاول..علي ترك اربعة ايتام..ابكر الى العمل ليته لم يفعل..زوجة علي  ليست بخير..لا اعرف ما سأفعله بوضعي الآن..عليّ الاستجابة الى الحاح امي والعودة الى اوهايو لكن الأمور ليست بهذه السهولة فزوجي يعمل هنا.. بكت امي كثيراً في الاتصال الاخير وهي تحاول اقناعي بترك لبنان .. قالت "سلمتك لله" واقفلت الخط جاهشة بالبكاء".


**


كانت الممرضة مريم تأخذ عينة دم في منزل مريض يقيم في شارع السفارة، حين وقع الانفجاران. "سقط السقف (ديكور خشبي) على رؤوسنا وتطاير الزجاج، اصيب جميع من في المنزل، انا والمريض وزوجته والخادمة، بجروح بسيطة وكدمات، لم نعِ ما جرى في اللحظة نفسها، للوهلة الاولى اعتقدنا انها غارة اسرائيلية، كان همي الاتصال بزوجي وامي والاطمئنان على اولادي، لم انجح بالامر الا بعد نصف ساعة من المحاولة، كانت الدماء والغبار يغطياننا حين نقلنا الى طوارىء المستشفى الحكومي حيث ضمدت جروحنا.. منذ يوم الثلثاء وانا اعيش على المهدئات، وامضي الليل محتضنة ابني يوسف..اشمه وابكي..انا خائفة عليه كثيراً".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم