الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

مقال "الإيكونومست" عن اقتصاد لبنان: زوبعة في فنجان

الدكتور كمال ديب
Bookmark
مقال "الإيكونومست" عن اقتصاد لبنان: زوبعة في فنجان
مقال "الإيكونومست" عن اقتصاد لبنان: زوبعة في فنجان
A+ A-
كمال ديب استاذ جامعي وخبير اقتصادي لبناني كندي صدر له عن المكتبة الشرقية بيروت "يوسف بيدس: امبراطورية إنترا وحيتان المال في لبنان" وكتب أخرى.نشرت مجلة الإيكونومست البريطانية في مطلع الشهر الحالي مقالاً بعنوان "اقتصاد لبنان في بطء مزمن: أزمة تلوح في الأفق" Lebanon’s economy has long been sluggish. Now a crisis looms.العنوان مثير طبعاً ويغري مراقب الاقتصاد اللبناني أنّه قد يحوي تفاصيل جديدة. فالمعروف لدى عامة الناس - قبل الخبراء - أنّ واقع لبنان الاقتصادي سيئ: من إفلاس شركات وتسريح عمال إلى فوائد مصارف مرتفعة وتراجع في التحويلات من الخارج. كما أنّ ثمّة هاجساً أن القطاع المصرفي قد يتعرّض لعقوبات أميركية وهاجس تصدير الإنتاج الزراعي والصناعي وهاجس تفاقم حجم الدين العام الذي بلغ مستويات غير مسبوقة، وهاجس عدم التمكّن من استخدام ريع ثروة الطاقة في تخفيض الدين العام، وهاجس استشراء الفساد في الدولة.نذير شؤم ليس في محلهنعم، لبنان يواجه صعوبات اقتصادية حقيقية ووضعه صعب منذ أكثر من عشر سنوات. ولكنها صعوبات لا تنبىء بانهيار وشيك، كما يصرخ مقال مجلة "الإيكونومست" الواسعة الانتشار. وقد يظن المرء أنّ "الإيكونومست" لديها احصاءات أو معلومات خاصة تدفعها للكلام على أزمة. ولكن بعد قراءة المقال نجد أنّ المعلومات التي يقدّمها معروفة وغير كافية للاستنتاج الذي توصّل إليه كاتب المقال، لا بل هي مرحلية ويمكن أن تزول في أشهر أو عام وليست مزمنة.ومع ذلك استقبلت بيروت المقال بشبه "يوفوريا" سلبية حيث تداولت وسائل الإعلام من صحف وتلفزة الموضوع من موقع التهويل، واستعمله بعض السياسيين ذخيرة في المشاحنات اليومية. وإن دل على شيء، فرد الفعل على المقال يعكس انبهاراً غير منطقي لدى كثيرين من اللبنانيين والعرب بمجلة أجنبية هي "الإيكونومست" التي يعتبرونها عريقة وقديمة ودقيقة. ولكنهم لا يعرفون أنّ "الإيكونومست" تلجأ أيضاً لأسلوب صحافة صفراء وتكون أداة إعلامية في الحروب الغربية، فهي تعكس وجهة النظر الآنغلو – أميركية المحافظة، وخصوصاً متى تعلّق الأمر بالمنطقة العربية. وليس بعيداً أن يكون المقال جزءاً من حملة ضد الاقتصاد اللبناني تكثفت منذ تشرين الثاني الماضي.السياحة والعقاراتحول الكلام على انهيار قطاعات العقارات والمصارف والسياحة وسعر صرف الليرة، نكتشف أنّ المقال ينقل مخاوف عدد من الخبراء اللبنانيين من "أزمة تلوح في الأفق". وهو يستعيد إحصاءات دولية معروفة ويقول إنّ السياسات النقدية المُتبعة (من مصرف...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم