الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"الحق ع الطليان"... وانتهى النقاش عن لقاحات الطفولة!

المصدر: "النهار"
"الحق ع الطليان"... وانتهى النقاش عن لقاحات الطفولة!
"الحق ع الطليان"... وانتهى النقاش عن لقاحات الطفولة!
A+ A-

بالمقولة اللبنانية الشائعة "الحق ع الطليان"، انتهى النقاش الواسع والمقلق الذي ابتدأ بقانون اقره البرلمان الايطالي بعدم إلزامية لقاحات الطفولة. وبطريقة لا لبس فيها، انتهى النقاش بتراجع ايطاليا عن تلك الخطوة، وتشديد علمي على أهمية اللقاح بالنسبة للشرائح التي يتلقها، وكذلك بالنسبة لعموم الناس. وعادت برامج اللقاح إلى وضعها المتألق باعتبارها من أهم منجزات علوم الطب في مقاومة الأمراض والأوبئة. من ينسى أنها في العام 1980، استطاعت القضاء على وباء الجدري الذي اختفى عن وجه الارض في العام بفضل برامج مكثفة ومعمقة في اللقاح؟

"عندما يتعلق الأمر بالتلقيح والمناعة، يصبح الأمر الأكثر أهمية هو تأمين مستويات مرتفعة من المناعة، وليس ما تقررة هذه الحكومة أو تلك بشأن برامج الصحة". بتلك الكلمات الواضحة، تحدث البروفسور فييتنيس آندريوكايتس، مفوض الصحة في "الاتحاد الأوروبي"، معلّقاً على النقاش الساخن الذي أثارته خطوة البرلمان الايطالي [ثم تراجعه عنها] بشأن اللقاحات المدرسية. ونشرت كلماته على موقع طبي مختص بشؤون الصحة بشكل عام، مع تركيز على مجرياتها في القارة الأوروبيّة. واستهل حديثه بالإشارة إلى ضرورة الفصل بين معطيات العلم عن اللقاح، وبين المقاربات التي تختارها الحكومات بشأنه، وباعتبارها شأناً خاصاً بها. وأوضح أنه بعد قرار البرلمان الإيطالي في الربيع المنصرم، عمد إلى تشديد جهود "الاتحاد الأوروبي" بشأن رفع الوعي العام باللقاحات وأهميتها. واختار أسلوب نشر الوعي الصحي، وصاغ توجيهاً قضى بوضع المعلومات العلمية الأكثر تقدماً عن اللقاحات، على منصة رقمية مختصة بذلك الأمر وتابعة لـ"الاتحاد الأوروبي".

درس من الحصبة

وأورد البروفسور فييتنيس آندريوكايتس مجموعة من الوقائع التي ساهمت في سقوط قرار البرلمان الإيطالي، بل انتقال إيطاليا إلى موقف مغاير تماماً، خلال شهور قليلة. وبيّن أن الأرقام سجّلت معاناة إيطاليا أسوأ موجة من الحصبة بين شباط 2017 وكانون ثاني 2018، بإصابات بلغ مجموعها 4978 حالة فيها. وأوضح أن ذلك ترافق مع ميل واضح في إيطاليا لعدم التقيد ببرامج التلقيح، وصولاً إلى نجاح "حركة خمسة نجوم" وحلفائها في تمرير قانون يخفف الطابع الإلزامي لبرامج لقاحات الطفولة، في مطالع آب 2018. وتمثّل ذلك التخفيف في إلغاء عقوبة عدم التقيّد باللقاحات، المتمثّلة في منع الأطفال غير الملقحين من دخول المدارس.

وتحت ضغط الوقائع العلمية ومعطياتها وأرقامها، غيّرت تلك الأحزاب نفسها موقفها من برامج اللقاح. وفي الخامس من أيلول الجاري، صوّت البرلمان الإيطالي لمصلحة قانون يعيد الوضع الإلزامي لبرامج اللقاح، مع فرض عقوبات مالية على من لا يتقيّد بها.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم