الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

رئيسة كرواتيا تثير الاعجاب: هل خفّضت راتبها، وباعت سيّارات الوزراء؟

المصدر: "AFP Factuel"
رئيسة كرواتيا تثير الاعجاب: هل خفّضت راتبها، وباعت سيّارات الوزراء؟
رئيسة كرواتيا تثير الاعجاب: هل خفّضت راتبها، وباعت سيّارات الوزراء؟
A+ A-

أكدت بوستات انتشرت على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، أن رئيسة كرواتيا "أمرت ببيع الطائرة الرئاسية"، و"باعت سيارات المرسيدس الـ35 الخاصة بالوزراء"، و"خفّضت راتبها بنسبة 30 في المئة". لكن من أصل 9 تأكيدات، يتبيّن أن غالبيتها خاطئة أو غير دقيقة.

"عندما يجتمع جمال الجسد والأخلاق!!!!"... تناقل بحماسة، في بوستات متطابقة في الغالب، العديد من رواد الانترنت والصفحات الفرنكوفونية في "الفايسبوك"، والتي بلغ مجموعها 300 ألف على الأقل منذ منتصف تموز.

مئات آلاف المرات تم التشارك في بوستات مماثلة (نُشرت ابتداء من 4 كانون الثاني، أولاً بالعربية، ثم بالإنكليزية والإسبانية والبرتغالية، وخصوصا الصومالية) مؤكدة بين جملة أمور أخرى، أن الرئيسة الكرواتية أمرت ببيع الطائرة الرئاسية وخفض راتبها.


ومع ذلك، فإن جميع هذه التأكيدات تقريباً بشأن كوليندا غرابار- كيتاروفيتش، زائفة أو غير دقيقة، ولا تأخذ في الاعتبار حقيقة أن سلطة الرئيسة الكرواتية بروتوكولية إلى حد كبير، فيما السلطة الحقيقية في يد رئيس الوزراء اندريه بلينكوفيتش.

وفقا لما توضح وزارة الخارجية الفرنسية على موقعها الالكتروني، فإنّ "النظام السياسي الكرواتي برلماني، يقود فيه رئيس الوزراء الذي يأتي من أغلبية في البرلمان، السياسة الوطنية والخارجية (...). ورئيس الجمهورية ليس (سلطة) تنفيذية".

وهنا تدقيق في النقاط التسع المتعلقة برئيسة كرواتيا:

1-أمرت ببيع الطائرة الرئاسية:

خطأ: الرئيسة الكرواتية ليست لديها طائرة رئاسية. وفي أي حال، ليست لديها الصلاحية لأن تأمر ببيعها. في المقابل، هناك طائرة رسمية تابعة للدولة الكرواتية (يمكن ايجادها هنا على الموقع الإلكتروني للحكومة الكرواتية)، وتستخدمها على حد سواء الرئيسة ورئيس الوزراء أو برلمانيون كرواتيون.


هذه الصورة التي التقطت في كانون الثاني الماضي في سراييفو (البوسنة والهرسك)، تظهر السيدة غرابار- كيتاروفيتش لدى نزولها من هذه الطائرة.

2- باعت سيارات المرسيدس الـ35 الخاصة بالوزراء:

لم يثبت ذلك: حتى لو رغبت الرئيسة في ذلك، فليست لديها الصلاحية (للقيام بذلك). هذا التأكيد ليس مثبتا: لم يصدر اي بيان عن الحكومة الكرواتية حول هذا الموضوع، ولم تتكلم عليه أية وسائل إعلام كرواتية أو أجنبية. كذلك، لم تعط الحكومة الكرواتية جوابا، حتى ساعة نشر هذه المقالة، ردا على اتصالات عدة من وكالة "فرانس برس".

3- "أخذت الرئيسة الكرواتية إجازة غير مدفوعة لحضور كأس العالم":

خطأ: ردا على سؤال وكالة "فرانس برس"، قالت الرئاسة الكرواتية ان الرئيسة غرابار- كيتاروفيتش "لم تكن في حاجة إلى أخذ إجازة غير مدفوعة" لحضور كأس العالم، لأن المباريات الثلاث التي حضرتها (كرواتيا- الدانمارك، روسيا-كرواتيا، وفرنسا -كرواتيا)، "صادفت خلال عطلة نهاية الأسبوع".

إضافة إلى ذلك، تلقت الرئيسة الكرواتية دعوة من رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، خلال الربع النهائي الذي جمع روسيا وكرواتيا (7 تموز)، وفقا للرئاسة الكرواتية. كانت "زيارة عمل" ناقشت خلالها السيدة غرابار- كيتاروفيتش والسيد ميدفيديف مواضيع مختلفة"، وفقا لما يوضح بيان صحافي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية.

وأشار ايضا مكتب الرئاسة الكرواتية الى ان الرئيسة توجهت الى روسيا، قبل المباراة النهائية الثامنة بين كرواتيا والدانمارك، "بصفة شخصية، وكمشجعة، وستغطي نفقاتها الخاصة". بيد أن اعتراضا عبّرت عنه وسائل إعلام كرواتية والرئيس السلف إيفو جوسيبوفيتش لكون الرئيسة رافقها الى روسيا حراسها الشخصيون المدفوع لهم من المال العام.

4- خفّضت الرئيسة راتبها بنسبة 30 في المئة:

خطأ: هذا ليس هو الحال. ومجددا، ليست الرئيسة من يقرر ذلك. وفقا لوسائل اعلام كرواتية (اقرأوا خصوصا هذه المقالة الصحافية المنشورة عام 2016)، فان راتبها ازداد حتّى- إلى جانب مسؤولين كرواتيين آخرين- منذ توليها منصبها الرئاسي عام 2015، من 3.069 إلى 3.340 أورو شهريًا إلى بعد الاصلاح الضريبي.

5- الرئيسة تسافر في رحلات عادية:

رغم أن السيدة غرابار- كيتاروفيتش قامت بالعديد من السفرات إلى روسيا، ذهابا وايابا، عبر رحلات جوية تجارية خلال المرحلة الأخيرة من كأس العالم، فإنها تسافر بانتظام في الطائرة الكرواتية الرسمية (راجع النقطة 1).

ومع ذلك، يحصل ان تسافر عبر رحلات جوية تجارية، خصوصا عندما يستخدم رئيس الوزراء الطائرة الرسمية، أو من أجل الاقتصاد لدى سفرها مع وفد صغير. في تموز، توجهت إلى قمة الناتو (حلف شمال الاطلسي) المنعقدة في بروكسيل عبر رحلة تجارية.

6- تحمي بلادها من خلال رفض بيع القطاعات العامة الاستراتيجية لمن يدفع أعلى سعر:

خطأ: ليست لديها الصلاحية للقيام بذلك.

7 – تعارض الحصار الذي تعانيه روسيا، وتريد العمل مع السيد بوتين:

صحيح جزئيا: ترغب الرئيسة الكرواتية في إقامة علاقات جيدة بروسيا. وقد زارتها في تشرين الاول 2017 في أول زيارة رسمية لرئيس كرواتي منذ عام 2009. وهدفت الزيارة، على قولها، الى "تعزيز الروابط التي بقيت مهملة طوال سنوات".

إضافة إلى ذلك، شملت الملفات الساخنة للرئيسة الكرواتية التهديد بالإفلاس الذي اثقل أخيرا العملاق الكرواتي أغروكور" (Agrokor)، وهو أكبر مستخدم في البلقان، ودائناه الرئيسيان من البنوك الروسية.


في آذار، دعت ايضا الرئيسة غرابار- كيتاروفيتش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى زيارة كرواتيا، بعد ثلاثة أسابيع من حادثة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبري (بريطانيا)، والذي تسبب بأزمة ديبلوماسية خطيرة بين الكرملين ودول غربية، في وقت القت بسرعة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اللوم على موسكو.

وقالت الرئيسة الكرواتية في نيسان في بلغاريا: "أرى روسيا كدولة قوية، وقوة عالمية يجب أن يستمر الحوار معها مهما حصل في العديد من المواضيع".

8- عام 2015، قررت إغلاق حدود كرواتيا لتجنب موجة المهاجرين المارين عبر صربيا:

خطأ: ليست لديها الصلاحية. وعلاوة على ذلك، فإن كرواتيا، بخلاف المجر جارتها، لم تغلق حدودها أبداً خلال أزمة الهجرة عامي 2015-2016 (كرواتيا وضعت فقط، لساعات قليلة، سياجا حديديا عند المعبر الحدودي في باتينا على الحدود مع صربيا). في ذلك الوقت، حذرت الحكومة الكرواتية من أن البلاد لا تريد أن تصبح "نقطة ساخنة" للمهاجرين.

من بداية أزمة الهجرة عام 2015 حتى آذار 2016، تاريخ "إغلاق" "طريق البلقان"، مرّ أكثر من 650 الف مهاجر عبر كرواتيا. 39 شخصًا فقط قدموا طلبًا للجوء رسميًا اليها.

9- كرواتيا لديها نمو بنسبة 3 في المئة، وهي في المجتمع الأوروبي منذ عام 2013، ولكن من دون ان يكون الأورو عملتها!

نعم، ولكن: يبلغ النمو في كرواتيا نحو 3 في المئة، وفقا للبيانات الصادرة عن المفوضية الأوروبية. ومع ذلك، فإن رئيسة الجمهورية، بسلطاتها المحدودة ، ليس لديها أي تأثير على السياسة الاقتصادية للبلاد.

وإذا كانت كرواتيا التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 1 تموز 2013 (قبل عام ونصف العام من انتخاب السيدة غرابار- كيتاروفيتش)، لا تملك الأورو كعملة، فقد أعرب قادتها مراراً عن رغبتهم في اعتماد العملة الموحدة لاوروبا. هدف البلد دمج منطقة الأورو خلال ولاية الحكومة المقبلة التي تتولى مهماتها سنة 2020.


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم