الموسترا الـ٧٥ وزّعت جوائزها: "روما" يغزو البندقية!

مساء السبت في جزيرة الليدو، وُزِّعت جوائز الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي التي عُقدت بين ٢٩ آب و٨ أيلول. بعد ١١ يوماً من المشاهدة والجدل حول الأفلام الـ٢١ المعروضة في إطار المسابقة الرسمية، أسندت لجنة التحكيم برئاسة المخرج المكسيكي غييرمو دل تورو (الفائز العام الماضي بـ"الأسد" عن "شكل المياه")، "الأسد الذهب" إلى المخرج المكسيكي ألفونسو كوارون وفيلمه الجميل "روما". إعلان فوز كوارون (٥٧ عاماً) لم تكن مفاجأة؛ "روما" أغوى النقّاد والجمهور منذ عرضه في بداية المهرجان. وقد رأى بعضهم الصداقة التي تربط الرجلين ("شلّة المكسيكيين") دافعاً أساسياً خلف حصوله على الجائزة، وكأن دل تورو طاغية وليس لأصوات بقيّة الأعضاء أي اعتبار.عندما طُلب من دل تورو أمس إعلان اسم الفائز بـ"الأسد"، مازح قائلاً: "آمل ان ألفظ اسمه صح". ولكن، بعيداً من صغائر الأمور، يستحقّ "روما" التحيّة والتقدير. أصلاً، تاريخياً، الموسترا ساهمت في تكريس كوارون وتكريس جيل من السينمائيين المكسيكيين (دل تورو، ريغاداس، اسكالانته، إينياريتو). "روما" من أجمل ما حققه. بعد ٢٧ سنة من انطلاقته في السينما، و١٧ سنة من مشاركته في فينيسيا بـ"وأمك أيضاً"، وخمس سنوات من افتتاحه الموسترا بـ"غرافتي" الذي فاز عنه بـ"أوسكار" أفضل مخرج، ينال كوارون أخيراً جائزة كبرى في أوروبا تنصف سينما تلتقي فيها السيرة الذاتية بالحرفة العالية.روما اسم الحيّ الذي شبّ فيه كوارون وأمضى جزءاً من حياته بين أزقّتها. الفيلم حيناً بورتريه لعائلة ولبلد، وحيناً آخر جردة حساب حياة تعبّر عن فهم آخر...