الأربعاء - 17 نيسان 2024

إعلان

تباينات في قمة طهران تبقي هجوم إدلب مرجَّحاً

تباينات في قمة طهران تبقي هجوم إدلب مرجَّحاً
تباينات في قمة طهران تبقي هجوم إدلب مرجَّحاً
A+ A-


فشل رؤساء إيران وتركيا وروسيا خلال قمة عقدوها الجمعة في طهران، في تجاوز خلافاتهم حول محافظة إدلب السورية، آخر معقل للجهاديين ومقاتلي المعارضة، والمهددة بهجوم وشيك من قوات النظام، فيما تتواصل التحذيرات من الأسرة الدولية من "كارثة إنسانية" في حال الهجوم.

وشدّد الرئيسان الإيراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين على ضرورة استعادة حليفتهما دمشق السيطرة على محافظة إدلب حيث يعيش نحو ثلاثة ملايين شخص، نصفهم من النازحين من مناطق أخرى، بينما حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الداعم للمعارضة من "حمام دم"، ودعا إلى إعلان "وقف للنار" في المحافظة الواقعة على حدود بلاده.

سجال بين بوتين وإردوغان

ودار سجال بين الرئيسين الروسي والتركي حول صياغة البيان الختامي للقمة. ففي تصريحات نقلتها مباشرة محطات التلفزيون، قال اردوغان إن "تضمين البيان عبارة +هدنة+ سيضفي عليه قيمة أكبر". وأضاف: "إذا توصلنا الى إعلان وقف النار هنا، فسيشكل ذلك إحدى النتائج الأكثر أهمية لهذه القمة وسيهدئ إلى حدّ كبير السكان المدنيين".

لكن بوتين أعرب عن عدم اقتناعه وأعلن بلباقة رفضه اقتراح الرئيس التركي في موقف لقي تأييداً من روحاني. وشدد على "عدم وجود ممثلين لمجموعات مسلحة على الطاولة" مخولين التفاوض حول الهدنة. وقال :"لا ممثل لجبهة النصرة أو تنظيم الدولة الاسلامية أو الجيش السوري... أعتقد أن الرئيس التركي محق بشكل عام: سيكون هذا جيداً. لكن لا يمكننا أن نضمن بدلاً منهم... أنهم سيوقفون النار أو استخدام طائرات عسكرية مسيّرة".

ورأى أن "للحكومة السورية الشرعية الحقّ في استعادة السيطرة على كل أراضيها الوطنية، وعليها أن تقوم بذلك". واتهم "عناصر إرهابية" في إدلب بـ"مواصلة الاستفزازات والغارات بواسطة طائرات مسيرة والقصف". وذكر "أن أولويتنا المشتركة وغير المشروطة هي تصفية الإرهاب نهائيا في سوريا"، لكن "هدفنا الأساسي في الوقت الحاضر طرد المقاتلين من محافظة إدلب حيث يشكل وجودهم تهديداً مباشراً لأمن المواطنين السوريين وسكان المنطقة كلها".

وفي المقابل، حذر اردوغان من أن هجوماً على إدلب سيؤدي الى "كارثة، الى مجزرة ومأساة إنسانية"، وقال: "لا نريد على الإطلاق أن تتحوّل إدلب الى حمام دم". وطرح إمكان نقل فصائل المعارضة "الى أماكن لا يتمكنون فيها بعد ذلك" من مهاجمة قاعدة حميميم العسكرية الروسية في غرب سوريا والتي تستهدف بانتظام بهجمات من طائرات مسيرة.

وقال روحاني إن "محاربة الإرهاب في إدلب جزء لا بدّ منه في المهمة المتمثلة بإعادة السلام والاستقرار الى سوريا... إلا أن هذا يجب ألا يكون مؤلما للمدنيين وألا يؤدي الى سياسة الأرض المحروقة".

وحالت هذه التباينات على الارجح دون التوصل الى اتفاق على خطوات ملموسة على الأرض في المنطقة التي تشهد حركة نزوح مكثفة وتظاهرات مطالبة بوقف العملية العسكرية التي يعد لها النظام منذ أسابيع.

وصدر بيان مشترك في ختام القمة جاء فيه أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على معالجة الوضع في إدلب "بروح من التعاون الذي طبع محادثات أستانا"، في إشارة الى المحادثات التي رعتها الدول الثلاث وأرست مناطق لخفض التصعيد في سوريا، بينها إدلب.

كما اتفق الرؤساء على ضرورة القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة" والجماعات الأخرى المرتبطة بتنظيم "القاعدة" والمصنفة إرهابية. لكنهم أشاروا الى أن هناك جماعات معارضة مسلحة أخرى يمكن أن تنضم إلى أي اتفاق لوقف النار.

ودعا البيان المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى زيادة المساعدات الإنسانية لسوريا والمساهمة في استعادة خدمات البنية التحتية. وتحدث عن وجوب بذل الجهود لتهيئة الظروف من أجل عودة اللاجئين بأمان.

وفي نهاية القمة استقبل مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الرئيسين الروسي والتركي كلاً على حدة.

تحذيرات دولية

وحذرت الامم المتحدة والمجتمع الدولي من أن هجوماً واسع النطاق على إدلب سيؤدي الى كارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء النزاع.

وبعد ساعات من القمة، انعقد مجلس الأمن بدعوة من واشنطن لمناقشة الوضع في إدلب. ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دو ميستورا أمام المجلس الى تحديد ممرات للسماح للمدنيين بمغادرة إدلب. وقال في اتصال عبر الفيديو: "يجب منح الناس ممرًا آمنًا إلى الأماكن التي يختارونها إذا أرادوا الرحيل"، مضيفاً: "يجب أن نسمح بفتح عدد كاف من ممرات الإجلاء الطوعي المحمية للمدنيين في كل اتجاه: الشرق والشمال والجنوب". واعتبر إن هناك "كل مقومات حبوب عاصفة كاملة... هناك مخاطر هائلة من أن أي معركة في إدلب ستكون رهيبة ودموية".

وتظاهر مئات المدنيين في مدينة إدلب رفضاً لهجوم وشيك لقوات النظام على مناطقهم، معولين على الجهود التركية لتجنيبهم الحرب.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم