مهرجان البندقية الـ٧٥: السينما تنبش في صفحات التاريخ السود

ليس قليلاً عدد الأفلام التي تنبش داخل صفحات التاريخ السود هذا العام في مهرجان البندقية (٢٩ آب - ٨ أيلول)، هذا التاريخ (الغربي خصوصاً) الذي لا يزال مادة دسمة للسجال. في محاولة لفتح حوار بين الحاضر والماضي، يسعى السينمائيون إلى إنعاش الذاكرة الجماعية، لأن النسيان يؤسس للتكرار. ثلاث روائع سينمائية عُرضت خلال الأيام الماضية ضمن المسابقة الرسمية للموسترا، تنتظر الاعلان عن الجوائز اليوم. هل تنصف لجنة التحكيم برئاسة المخرج المكسيكي غييرمو دل تورو أحد هذه الأفلام؟ قدّم المخرج الانكليزي مايك لي ملحمة تاريخية انطلاقاً من فصل مهم من سيرة بلاده: "مجزرة بيتلرو" التي مضت قرابة ٢٠٠ سنة على حدوثها. تنطلق الأحداث غداة معركة واترلو، في العام ١٨١٩، وتحملنا إلى مانتشستر. من خلال سلسلة من اللوحات، يوثّق لي للغضب الشعبي المتصاعد نتيجة الفقر والتهميش وعدم توزيع الثروات بطريقة متساوية. المواطنون يدفعون الضرائب ولكن لا تمثيل لهم في البرلمان. هذا كله سيؤدي إلى تجمّع كبير في ساحة القديس بطرس (بيتر) في مانتشستر للمطالبة بحقّ الانتخاب وإصلاحات برلمانية. هذا التجمّع يعتبره البريطانيون تمهيدا لديموقراطيتهم. قد تبدو أفلام كهذه مستهلكة ومكررة، ولكن مايك لي يقدّم شيئاً مختلفاً، هادئاً، مسكوناً بالجمال والفضيلة والنعمة والبساطة والصرامة، ومشبعا بالكلام الوفير الذي كان رأسمال السياسة في تلك الحقبة (مشهد السجال بين اللوردات بديع). يبدأ الفيلم...