الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أرقام الانتحار ترتفع؟ إنها سخونة الأرض... إنه تلوث المناخ؟

المصدر: "النهار"
أرقام الانتحار ترتفع؟ إنها سخونة الأرض... إنه تلوث المناخ؟
أرقام الانتحار ترتفع؟ إنها سخونة الأرض... إنه تلوث المناخ؟
A+ A-

هل صرت تسمع عن الانتحار أكثر في الآونة الأخيرة؟ لعلك أيضاً سمعت تفسيرات كثيرة لذلك. والأرجح أنك سمعت من يربط الانتحار بأسباب اقتصادية واجتماعية وثقافية ونفسية وحتى تقنية على غرار ألعاب الفيديو التي تحرض على الانتحار.

إذاً، لم لا تفكر أن هناك أسباباً اخرى كالاضطراب في المناخ وتلوث الهواء وظاهرة الاحتباس الحراري التي ترفع حرارة الكرة الأرضية كلها؟ ذلك على الأقل ما أثاره الاختصاصيّان الأميركيان ريتشارد ماكسويل وتوبي ميللر، استناداً إلى بحث ربط الانتحار بالارتفاع في حرارة الأرض، ونُشِر أخيراً في موقع "نايتشر" العلمي المرجعي على الانترنت. وشددا على أنها المرّة الاولى التي توثق فيها الدراسات الطبية الواسعة، وجود علاقة حاسمة بين الارتفاع التدريجي المنفلت في حرارة الكوكب الأرضي من جهة، وبين زيادة حالات الانتحار.

علاقة وثيقة


إذ أجرى البحث فريق أميركي قاده البروفسور مارشال بورك، بهدف الحسم في شأن ملاحظات متراكمة (لكنها لم تكن موثقة علمياً) عن وجود رابط بين الارتفاع في حرارة الأرض وحالات الانتحار فيها. وحلّل الفريق أرقاماً تراكمت عبر العقود الأخيرة، خصوصاً في المكسيك والولايات المتحدة، مع ملاحظة أن البلد الأخير يشهد 7% من حالات الانتحار عالمياً.

وبيّنت أرقام تلك الدراسة بوضوح وجود ترابط مستمر بين الارتفاع في درجة الحرارة المرتبطة بالاحتباس الحراري، وبين حالات الانتحار. ولم يتغيّر الأمر في المناطق التي تتمتع طبيعياً بدرجات حرارة أعلى من غيرها، ما يعني أنه لا توجد عملية تأقلم مع الارتفاع في درجة حرارة الأرض، بل إن الأرقام برهنت زيادة الانتحار مع كل ارتفاع بمقدار درجة واحدة في المعدل العام لحرارة الجو.

من يذكر مارلين مونرو؟ إنه الYعلام أيضاً وأيضاً!


ونشر ماكسويل وميللر خلاصة رأيهما في مقال موسع على موقع شبكي مختص بالعلوم النفسيّة. وذكّر الاختصاصيّان أيضاً بأهمية ظاهرة الانتحار، بالإشارة إلى إحصاءات أوردتها "مجلة جمعية الأطباء الأميركيّين" أخيراً، وثقت أن الانتحار يندرج ضمن الأسباب الـ15 الأولى للوفاة عالمياً، بل يقع ضمن الأسباب العشرة الاولى للوفاة في أميركا. وأوردا مجموعة من الأسباب المتصلة بالانتحار كالتهميش الاجتماعي والكآبة والفصام والوحدة والإدمان والمقامرة ومعاناة أمراض عُضالة وغيرها.

ولاحظا أيضاً، استناداً إلى خلفيتهما الأكاديمية التي تتضمن دراسات في الاجتماع والميديا، أن الاعلام العام يساهم أيضاً في انتشار الانتحار، بطريقة أو اخرى. وقدما مجموعة من الأمثلة على العلاقة بين الاعلام والانتحار.

واستعادا أنه عقب التغطية الاعلامية الواسعة لانتحار الممثلة الأسطورية مارلين مونرو (صاحبة العلاقة السرية مع الرئيس الاميركي جون كينيدي)، زادت نسبة الانتحار في أميركا بـ12% بأثر حالات سعت إلى "تقليد" تلك الممثلة الجميلة. وإذا كان انتحار مونرو وتقليده أمرين معروفين، فالأقل شهرة منه أن نشر رواية الكاتب الألماني فرانتز غوته "آلام الشاب فارتر" (1774)، أعقبتها حالات انتحار قلّدت مسار بطل تلك الرواية القاتمة، ما حدا ببعض الدول الأوروبية إلى سحبها من المكتبات!


رفعت التقنيات الالكترونية حالات الانتحار بأكثر من طريقة كنشر أفلام عن انتحار مشاهير [يتبعها مجموعة حالات انتحار تقلدها]، وألعاب الفيديو المحرضة على الانتحار [أحدثها "الفيل الأزرق"]، والانتحار بين عمال مصانع الأدوات الإلكترونية [خصوصاً في الصين]، بل لوحِظ َ أن زيادة التغريدات على "تويتر" عن الصحة العقلية تترافق مع زيادة أرقام الانتحار.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم