السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ظاهرة الانتحار ليست فردية فقط

المصدر: "النهار"
منى فياض
Bookmark
ظاهرة الانتحار ليست فردية فقط
ظاهرة الانتحار ليست فردية فقط
A+ A-
تتراكم المشاكل في لبنان في ظل عهد يصف نفسه بالقوي. فتتزاحم بين السياسي والاقتصادي مروراً بالبيئي والاجتماعي وصولاً إلى الفردي. التردي الحاصل يصيب مقتلاً من نوعية الحياة ويؤثر على الرغبة في مواصلة العيش في ظل وضع مقلق ومهدِّد على جميع المستويات.من هنا ملاحظة تفشي العنف على أنواعه ولكننا سنهتم بذلك الموجه نحو الذات، أي الانتحار. الظاهرة المتزايدة بشكل لافت؛ هذا بالرغم من التحفظات الاجتماعية عن الاعتراف بها ناهيك عن المحرمات الدينية التي يشير اليها الأطباء الشرعيون الذين قد يطلب منهم عدم ذكره في وثيقة الوفاة خشية عدم الصلاة عليه أو بسبب الوصمة التي تلاحق أهل المنتحر. ما يمنع معرفة العدد الفعلي. ناهيك عن الهوة التي تفصل دائما بين الارقام الادارية التي تسجلها الدوائر الرسمية وبين الواقع واختلافها بين البلدان الغنية وتلك الفقيرة وبين الريف والمدينة وهكذا. ولقد اعتادت طبقات معينة في مجتمعنا تمويه محاولات الانتحار ودخول المستشفى اثرها تحت غطاء "الانهيار العصبي" أو الاكتئاب. وهذا صحيح في جزء منه فالذي يوصل إلى الانتحار هو الاكتئاب الذي لا تتم معالجته كما ينبغي.مع ذلك بلغ الانتحار حداً أثار قلق المجتمع وشغله. يحاول البعض أن يقلل من هذه المشكلة وأنها لم تبلغ بعد حداً يستحق الخوف فيوردون أرقاماً ونسب انتحار من المجتمعات الاخرى مطمئنين إلى أن معدل الانتحار العالمي أعلى مما هي عليه في لبنان. كما يطمئنون انفسهم إلى التضامن الاجتماعي ودور الدين، الذي تتعاظم مظاهره في الحياة اليومية، ويتراجع تأثيره على سلوكهم.النبض الطبيعيكل هذا يعتبر تشخيصاً أو التماساً غير علمي. ان درجة السواء تتحدد وفقاً لتطور الحالة نفسها عبر تتبع تاريخها. سواء كانت "الحالة" فرداً أو مجتمعاً أو بلداً. ونعرف هنا أن النبض الطبيعي للشخص الرياضي المحترف يكون في وضع الراحة 40 بينما هو 70 عند الشخص العادي. وهناك أشخاص درجة حرارتهم الطبيعية 36 سنقلق عندما تصبح 37 بينما هي عند آخرين 37 في الوضع الطبيعي وسنقلق عندما تبلغ 38. وهكذا دواليك. وبالتالي لن يشكل الرقم الذي اوردته الاسبوع العربي عام 2017 من أن "العالم يستقبل منتحراً كل 40 ثانية... ولبنان كل ثلاثة أيام!" عامل اطمئنان.ففي لبنان ازدادت معدلات الانتحار بين عامي 2004 (حيث وثقت 60 حالة انتحار، و54 حالة عام 2007). وعام 2014 (حيث وثقت 143 حالة) 2,4 اضعاف. ثم عاد الرقم إلى الارتفاع مجدداً هذا العام فبلغت حالات الانتحار 100 حالة في النصف الاول فقط للعام...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم