الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

إفريقيا تنام على طريق الحرير الصيني: 60 مليار دولار دفعة جديدة من القروض

إفريقيا تنام على طريق الحرير الصيني: 60 مليار دولار دفعة جديدة من القروض
إفريقيا تنام على طريق الحرير الصيني: 60 مليار دولار دفعة جديدة من القروض
A+ A-

استضافت الصين زعماء 53 دولة أفريقية في قمة تحتفي بالتعاون الاقتصادي بين العملاق الآسيوي والقارة وتثير مخاوف من ديون بعض تلك الدول لبيجينغ. 

وطوال يومين يجمع المنتدى الاقتصادي السابع للتعاون الصيني - الافريقي في العاصمة الصينية بيجينغ رؤساء دول وحكومات عدة بينهم رؤساء ساحل العاج الحسن وتارا وجنوب إفريقيا سيريل رامابوزا والكونغو دنيس ساسو نغيسو.

وتغيب عن القمة فقط مملكة إي سواتيني التي كانت تعرف سابقاً باسم مملكة سوازيلاند وهي الحليف الاخير في افريقيا لتايوان، الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، إذ لم تدعَ الى المنتدى. وتشكل القمة مناسبة للرئيس الصيني شي جينبينغ كي يحتفل بـ"طريق الحرير الجديد" وهو المبادرة التي أطلقت عام 2013 من أجل تطوير التواصل التجاري بين الصين وبقية العالم وضمان امداداتها. فقد استثمر العملاق الصيني سنوياً مليارات الدولارات في افريقيا منذ 2015 في بنى تحتية (طرق وسكك حديد) أو في القطاع الصناعي. وهي استثمارات ترحب بها الدول الإفريقية التي تأمل في أن تؤدي إلى التعجيل في نموها الاقتصادي.

لكن الاستثمارات الصينية تثير أيضاً انتقادات متزايدة من الغرب الذي يشير الى ارتفاع كبير لمديونية بعض الدول الافريقية، الأمر الذي يثير قلق صندوق النقد الدولي أيضاً. واستناداً الى المكتب الاميركي "مبادرة الابحاث الصينية - الافريقية" التابع لجامعة جونز هوبكنز في واشنطن، أقرضت الصين إفريقيا ما مجموعه 125 مليار دولار بين عامي 2000 و 2016.

وقال شي جينبينغ أمام القادة من عالمي الاقتصاد والتجارة ان "استثمارات الصين في افريقيا لا تنطوي على أية شروط سياسية. إن الصين لا تتدخل في الشؤون الداخلية لإفريقيا ولا تملي عليها إرادتها".

وأعلن أن بيجينغ ستقدم دعماً مالياً لإفريقيا بقيمة 60 مليار دولار، موضحاً أن الدعم سيكون على شكل مساعدات حكومية واستثمارات وتمويل. لكنه أقر بضرورة ضمان خفض المخاطر المتعلقة بالاستثمارات. وأكد دعم بلاده للدول الإفريقية من خلال مشروع طريق الحرير الصيني "حزام واحد – طريق واحد"، الذي سيعود بالنفع المتبادل على الجانبين.

ورفض الرئيس الرواندي بول كاغامي الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الافريقي الانتقادات حول وجود "فخ ديون" مفترض. ورأى في حديث الى وكالة الصين الجديدة للأنباء "شينخوا" أن الهدف هو وقف تقدم العلاقات التجارية الصينية - الافريقية.

وقال: "الجانب الآخر من المسألة هو ان هؤلاء الذين ينتقدون الصين حول مسألة الديون يقدمون القليل جدا" من المال، مؤكداً الضرورة المهمة لتمويل إفريقيا.

وخلال آخر قمة في جوهانسبورغ عام 2015، أعلن الرئيس الصيني عن مساعدة وقروض بقيمة 60 مليار دولار لدول إفريقية. وستوقّع على هامش منتدى بيجينغ سلسلة عقود بين الصين وشركائها. وسيحضر الرئيس النيجيري محمد بخاري حفل توقيع اتفاق في قطاع الاتصالات ممول بقرض من البنك الصيني للاستيراد والتصدير قيمته 328 مليون دولار، كما أفاد مكتبه. واجتمع الرئيس الصيني خلال نهاية الاسبوع في لقاءات ثنائية مع عدد كبير من زعماء الدول أمثال رئيسي مصر عبد الفتاح السيسي والسنغال ماكي سال. واستقبل أيضاً الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير الصادرة في حقه مذكرات توقيف أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب "ابادة" و"جرائم ضد الانسانية" و"جرائم حرب" في دارفور.

وتقدم الصين مساعدة للدول الافريقية منذ حقبة حروب الاستقلال ضد المستعمرين الغربيين السابقين، لكن وجود بيجينغ في القارة تعزز مع تطورها الكبير لتصير ثاني اقتصاد عالمي. ومما يدل على الاهمية الاستراتيجية التي توليها الصين لافريقيا، اختيارها جيبوتي لفتح قاعدتها العسكرية الاولى في الخارج عام 2017، وهدفها كما أوضحت بيجينغ دعم عمليات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة واجلاء رعايا وتأمين مواكبة بحرية للتصدي للقرصنة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم