"الأونروا" تتحدّى نفسها وترامب... وقف التمويل يسقط القناع عن التوطين

وقف الفتى الفلسطيني علي أبو جراس في مدرسة حيفا بالغبيري في الضاحية الجنوبية لبيروت، مناشداً العالم عدم ترك أولاد اللاجئين الفلسطينيين ضحايا الضياع. وقال: "باسم الطفولة، لا تنسونا ولا تهمّشونا... من حقنا أن نتعلّم". وعاد علي الى المدرسة ومعه 37 ألف تلميذ فلسطيني يتعلمون في مؤسسات تديرها "الاونروا" في لبنان، في تحد جديد للوكالة التي اخذت على عاتقها منذ انشائها عام 1949 تقديم مساعدات أساسية على شكل خدمات صحية وتعليمية وإعاشية لأكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني من أصل خمسة ملايين مسجلين لاجئين في المناطق الفلسطينية والاردن ولبنان وسوريا.والى التحدي الذاتي لـ"الاونروا"، تعتبر العودة الى المدارس هذه السنة تحدياً للادارة الاميركية أيضاً التي قررت تقويض جهودها وإزاحتها من درب مشروعها الاوسع المتمثل في الغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين.لكن السنة الدراسية لأولاد اللاجئين الفلسطينيين لا تزال مهددة، والاموال المتوافرة لا تكفي لأكثر من أيلول الجاري، بعدما خفضت الولايات المتحدة، التمويل في وقت سابق من هذه السنة ولم تدفع لها سوى 60 مليون دولار في كانون الثاني وحجبت 65 مليوناً أخرى في انتظار مراجعة للتمويل من أصل تعهد قيمته 365 مليوناً لهذه السنة.وادعت وزارة الخارجية الاميركية في حينه أن الوكالة "فشلت في إجراء الإصلاحات المطلوبة" في عمل جهازها، وبأنها تدير المساعدات بطريقة سيئة. لكن الكباش بين الادارة الاميركية و"الاونروا" ليس في الواقع الا امتداداً للاشتباك بين الوكالة واسرائيل التي تتهمها بادامة...