الرجل الذي ارتكب الصورة

كرّمت دولةُ فييتنام أسيرَها وعدوَّها السابق السناتور الأميركي جون ماكّين. كان هذا هو الحدث المختلف في كل مسار تكريم هذا الرجل الذي قاتل في فييتنام وأُسِر سنوات في سجون الفييتكونغ، ومات وهو يُنظر إليه في بلاده كبطل حرب. وسيُنظَّم له اليوم وداعٌ رسمي في العاصمة واشنطن مع استبعاد شخصين لا ترغب عائلته أن يكونا حاضِرَيْن في التكريم هما: الرئيس دونالد ترامب ورفيقة ماكّين كمرشحة نائب رئيس في انتخابات عام 2008 سارة بالين. انتهت أميركا مهزومةً عسكرياً في فييتنام، تلك الهزيمة المدوّية في القرن العشرين، الهزيمة التي حوّلتها واشنطن خلال عقود ثلاثة إلى انتصارَيْن أمني جيوبوليتيكي بتحريك الحساسيّة الفييتنامية ضد الصين، واقتصادي بتحويل فييتنام نفسها إلى مشروع "محميّة" اقتصادية أميركية تحت حكم حزب شيوعي! فحسب مجلس العلاقات الخارجية الأميركية (الذي يصدر مجلة "فورين أفيرز") في أرقام 7 آذار 2018 ارتفعت التجارة بين البلدين، الولايات المتحدة وفييتنام، من 451 مليون دولار عام 1995 إلى أكثر من 54 بليون دولار عام 2017 ....