الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

اللعب بالنار السورية فوق الساحة اللبنانية

سليم نصار
Bookmark
A+ A-
إستوقفتني ذات مرة عبارة أدلى بها الى الصحف العلامة الراحل السيد محمد حسين فضل الله أعرب فيها عن توقه الى إقامة جمهورية إسلامية في لبنان، شرط توافر الظروف الداخلية الملائمة. ومع أنه لم يكن منخرطاً في أي حزب سياسي أو ديني، إلا أن فقهاء المذهب الجعفري الشيعي فسروا كلامه في حينه بأنه يصب في مصلحة نهج ولاية الفقيه، مع الحرص على إتباع مبدأ التقية.وعليه رأى كثير من الإعلاميين أن خطابات السيد حسن نصر الله، التي ألقيت من الضاحية الجنوبية والهرمل، لم تكن أكثر من رسائل سياسية موجهة الى الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ومختلف القوى الناشطة في حرب اليمن.وكذلك رأى اللبنانيون في تلك الخطب النارية خروجاً على سياسة "النأي بالنفس" التي التزمتها الدولة، خصوصاً أن الخطاب الأول كان معززاً بصورة الأمين العام لـ "حزب الله" وهو محاط بوفد حوثي من "أنصار الله" برئاسة الناطق الرسمي محمد عبدالسلام.وفي ضوء الاجتهادات السياسية التي أعلنها المراقبون طوال شهر آب (اغسطس) الماضي، فإن لبنان عاد ليمثل ساحة الصراع بين القوى الدولية والإقليمية على نحو وضع المنطقة كلها على حد السكين! ومن المؤكد أن تأخير تشكيل الحكومة قد ساهم في تأجيج أجواء المشاورات، وإرباك خطوات رئيس الحكومة المكلف للمرة الثالثة. ولقد اعترف سعد الحريري بأنه يواجه تعقيدات متواصلة تتعلق بمطالب رؤساء الأحزاب والشروط التعجيزية التي يضعها زعماء الكتل. وقد إتهمه خصومه بالتقاعس والتردد عن قصد لأنه يرفض التطبيع مع سورية، والتنسيق مع نظامها الذي يرى في شروطه ابتزازاً فاضحاً من أجل كسب بعض الشرعية الاقليمية.ونُقل عن رئيس الحكومة المكلف رفضه ربط إجراءات عودة النازحين السوريين بشروط التطبيع. وقال إن حكومته هي التي اختارت سفير لبنان الجديد في دمشق سعد زخيا. والمؤكد أن السفير مخوّل البحث في هذا الموضوع الشائك بمعاونة المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.والثابت أن الرئيس بشار الأسد يهمه قيام الحريري بمبادرة حسن نيّة تساعده على الخروج من مأزق مقاطعة الدول الاوروبية...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم