طلب من والده عدم إحراجه أمام أصدقائه ثم ندم لـ170 يوماً!

لا شك أن دور الأهل في حياتنا مهم جداً، ومهما فعلنا معهم لا نستطيع "رد الجميل" وتعويض تضحياتهم تجاهنا، لكن وفي عمر المراهقة يكون تفكير الإنسان مختلفاً قليلاً، بحيث يشعر بأن أهله لا يفهمونه ولا يشبهونه، لا بل قد يخجل منهم ومن بعض تصرفاتهم أحياناً، خاصة أمام الأصدقاء. وهذا ما حدث تماماً مع شاب أميركي يدعى راين برايس، الذي وعند دخوله الى الثانوية طلب من والده دايل أن لا يقف كل يوم أمام حافة المدرسة ليودعه ويلوح بيده، باعتبار أنه أصبح كبيراً، وهذه التصرفات تسبب له الإحراج أمام أصدقائه. الوالد لم يحزن ولم تجرح مشاعره من كلام إبنه، بل على العكس، ما قام بها كان غير متوقّع على الإطلاق.

دايل لم يقرر الاستمرار في توديع إبنه كل يوم فقط، بل قرر أيضاً أن يرتدي أزياء تنكرية مختلفة، ما قد يسبب الإحراج أكثر لابنه. واللافت في الأمر أن الوالد لم يرتدِ الأزياء ليوم واحد، بل كان كل يوم يرتدي زياً مختلفاً وجديداً، واستمر بهذا التصرف لمدة 170 يوماً دراسياً! نعم، 170 يوماً! هذه القصة الغريبة نالت شهرة كبيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال راين لوسائل إعلامية عالمية: "عندما فعل والدي ذلك في اليوم الأول كنت في حالة صدمة. لا أحد يحب أن يرى والده وهو يرتدي فستان زفاف ويلوح لابنه أمام أصدقائه"، فرد والده عليه قائلاً: "أتمنى أن تبقى هذه الذكريات معك الى الأبد".

دايل أصبح مشهوراً جداً وعُرف في مواقع التواصل تحت إسم "Dad wave at the bus" أي الوالد الذي يلوّح لابنه، وأصبح يمتلك موقعاً التكرونياً تحت هذا الإسم، بالإضافة الى حسابات في مواقع التواصل الاجتماعي نشر فيها كل يوم صوره وهو يرتدي الأزياء التنكرية الغريبة أثناء وداع إبنه أمام الباص، ولم يكرر على الإطلاق المظهر نفسه، بل كل يوم كان هناك فكرة جديدة. وقال إنه لم ينفق على هذه الأزياء سوى 50 دولاراً طوال السنة، لأنه كان يستأجر بعضهم أو يطلب من الجيران والأصدقاء مساعدته في إيجاد زي مناسب. 

راين أصبح عمره الآن 19 عاماً، وهو مبشّر كنسي في ليبيريا، غرب إفريقيا. وقصة خجله من تصرفات والده تحولت مع مرور الوقت 180 درجة، فأصبح أصدقاؤه ينتظرون بفارغ الصبر ما سيكون زي والده كل يوم، أما هو فبالتأكيد لن ينسى تلك الذكريات ولن يسمح لنفسه مرة أخرى أن يخجل من والده.