نملة ورجل

... والإثنان ينتميان إلى مسرح الأرض، يؤدّيان دورهما كما كتبه مؤلّف مسرحي لا يُعيرانه اهتماماً، أمّا المخرج فيرسم خطواتهما بدقّة تجعلك تتساءل: ألا يترك لهما شيئاً من الحريّة؟ ويتشابهان، لها دورها ودروبها وأماكن بحثها ومصادر رزقها، وهو مثلها تماماً. هو يفتح بابه كل صباح ويخرج... يؤدّي دوره منذ فتح عينيه على داخل وخارج: داخل يريحه وخارج واضح، معطاء، إنّما متطلّب، وعليه أن يتهيّأ جيّداً للمواجهة كل يوم، إلّا أنّه لا يعي مبادئ المسرحيّة. كذلك النملة، هي تخرج من باب بيتها من تحت وجه الأرض إلى الضوء لتأتي بما يمنحها طاقة لاستمرار الحياة، ثمّ تعود إلى داخل مطمئن حيث "العائلة". والنملة لا تسأل عن جدوى كل هذا، وهو أيضاً لا يسأل. هدفه ما كان مرّة "الفهم" باستثناء الرجل...