السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ضرب يلتسين ضربته أمام الكونغرس ففاز بمرسوم دعم الحرية

المصدر: "النهار"
Bookmark
ضرب يلتسين ضربته أمام الكونغرس ففاز بمرسوم دعم الحرية
ضرب يلتسين ضربته أمام الكونغرس ففاز بمرسوم دعم الحرية
A+ A-
"كان بلدانا لسنوات عدة يمثلان قطبين او قل نقيضين، الامر الذي اثر على مصائر العالم على نحو شديد المأسوية. لقد هزت عواصف المجابهة العالم كله، واصبح على حافة الانفجار، اصبح موشكا على الاندثار الى حد يستعصي على الانقاذ". بوريس يلتسين (17 حزيران 1992) عندما غادرت وزارة الخارجية متوجها شرقا، عبر كونستيتيوشن افينيو، نحو مبنى الكابيتول، في يوم مشمس من ايام حزيران 1992، كان من الصعوبة بمكان الا اقوم بتذكر المرة الاولى التي ذهبت خلالها للاستماع الى جلسة مشتركة للكونغرس. ففي 26 كانون الثاني 1982 جلست هناك، بصفتي رئيسا لاركان البيت الابيض، لسماع خطاب الاتحاد الاول الذي القاه الرئيس رونالد ريغان. وكان خطابا مكهربا استعرض فيه الرئيس آراءه بالاسلوب الذي عرف عنه، جامعا بين العاطفة والرؤية الثاقبة، فضلا عن الثقة التي يستمدها المرء من كونه يعلم انه يقف على الجانب الصحيح من التاريخ. في ذلك اليوم من عام 1982 كان رونالد ريغان فصيحا على نحو متميز، في وصفه للتحدي الذي يمثله الاتحاد السوفياتي. قال: "يجب ان تكون سياستنا الخارجية ذات جذور تتصل بالواقعية، لا ان تكون ساذجة او متسمة بخداع النفس. وهذا يبدأ بالاعتراف بحقيقة الامبراطورية السوفياتية. لقد لاحظ ونستون تشرشل خلال المفاوضات مع السوفيات، انهم لا يحترمون سوى القوة والتصميم في معاملاتهم مع الدول الاخرى. لذلك فقد شرعنا في اعادة بناء دفاعاتنا القومية. اننا عازمون على المحافظة على السلام، ولكننا عازمون ايضا على المحافظة على حريتنا". اما الآن، بعد مرور عقد من الزمن، يبرر النجاح الهائل الذي احرزته سياسة الرئيس ريغان القائمة على مبدأ "السلام من خلال القوة" فيما انا احتل مقعدي في المجلس. فها هم اعضاء مجلسي الكونغرس يتقاطرون من اجل الاستماع الى بوريس يلتسين، اول رئيس لروسيا ينتخب بالاقتراع الحر. وكان يلتسين قد جاء الى واشنطن لعقد مؤتمر قمة مع الرئيس بوش، شعاره "الشركة والصداقة" لا المنافسة والعداوة. في عام 1982 لم يكن في وسع احد ان يتنبأ بأن الاتحاد السوفياتي، سيلقى به، بعد عشر سنين في مزبلة التاريخ، لتحل محله روسيا مستقلة تعمل على تطوير الديموقراطية والسوق الحرة، بالاضافة الى 14 دولة مستقلة حديثا. غير ان يلتسين كان فصيحا بدوره، في عرضه لقضيته، اذ قال: "لقد بدأ العقل ينتصر على الجنون، وخلفنا وراءنا تلك الفترة التي كانت كل من اميركا وروسيا تنظر خلالها الى الاخرى من خلال فوهات البنادق، على وشك ان تضغط على الزناد في اي لحظة". واضاف: "ان في استطاعة العالم الآن، ان يتنفس الصعداء. فصنم الشيوعية الذي قام بنشر الصراع الاجتماعي والعداوة والبغضاء والقسوة التي لا نظير لها في كل مكان، قد انهار انهيارا لا نهوض له بعده، وانني اقف بينكم الآن لاطمئنكم الى اننا لن نسمح له بالنهوض في بلادنا مرة اخرى". وعندما ناقش يلتسين المخاوف الاميركية ازاء سجناء الحرب خلال مرحلة فيتنام كان بالغ الحماسة. فعشية مغادرته موسكو صرح لمحطة NBC ان بعض سجلات الارشيف توضح ان النظام السوفياتي قام خلال الستينات والسبعينات، بالتعاون مع الحكومة الشيوعية في هانوي، بنقل سجناء الحرب الاميركيين الى الاتحاد السوفياتي من اجل الاستجواب. واضاف، على طريقة من يضرب اخماسا بأسداس: "ليس في استطاعتنا سوى التخمين ان بعضهم، ربما كان لا يزال على قيد الحياة". ومن الطبيعي ان هذا اثار جدلا في مجلسي الشيوخ والنواب، وهدد بالغاء الزيارة. والحال ان يلتسين الذي خرج عن النص المكتوب، لم يلبث ان ارغى وازبد قائلا: "اعدكم بان كل وثيقة وكل سجل ارشيفي سيتم التدقيق فيهما من اجل التحقق من مصير كل اميركي لا يعرف مصيره. وانني بصفتي رئيسا لروسيا، اود ان اطمئنكم الى انه حتى في حال وجود اميركي واحد رهن الاعتقال في بلادي، ويمكن العثور عليه، فانني لن اتردد في ان افعل ذلك. سأعيده الى اسرته". وهكذا ضجت القاعة بالتصفيق واخذ اعضاء المجلس يصيحون: "ب - و - ر - ي - س - ب - و - ر - ي - س". كانت تلك ضربة معلم سياسية استطاعت على الفور ان تكسب الكونغرس الذي كان مترددا، والتمهيد لصدور قرار دعم الحرية، وهو التشريع الذي اعدته الادارة من اجل مساعدة الاتحاد السوفياتي السابق. لقد كانت هذه مفاجأة مستحبة بالنسبة الى معظم الحاضرين، ولكنني كنت ارى الامر على نحو مختلف. في اليوم السابق، ارسل الي الرئيس، خلال اجتماع كبير كرس لموضوع مراقبة الاسلحة النووية، مذكرة مكتوبة بخط اليد، جاء فيها: "على يلتسين ان يقول للكونغرس: "لا اعلم ما اذا كان هناك اسير حرب اميركي واحد ما زال على قيد الحياة في روسيا او في اي مكان آخر من الاتحاد السوفياتي السابق. ولكنني اود ان احيطكم علما بانني سأنقب في جميع السجلات من اجل القاء ضوء على مصائر الاميركيين المفقودين. وفي استطاعتي ان اطمئنكم الى انه في حال...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم