تل عباس المفجوعة ودعت شبانها الثلاثة... بكاء ونثر ورود وتحية من رفاق السلاح

الجندي جوزف الضهر، الجندي رونالدو ملكي، والشاب جهاد نادر، بالامس كانت تضج بهم الحياة ويفيضون، واليوم غدر بهم القدر لتذبل ورودهم اثر حادث سير مروع ليلا على طريق عام بلدة تلحياة قبل وصولهم بدقائق الى منازلهم، فبكاهم الامهات والاباء والاشقاء والاصدقاء بكاء مرا على هذا الوداع المفاجىء، على غير موعد، وحزنت معهم بلدتهم تلعباس الغربي وكل اهالي البلدات العكارية الذين شاركوا في مراسم دفن الشبان الثلاثة الذين حملت نعوشهم البيض، المسجاة بعلم لبنان، على الاكف في لحظة حزن طافت شوارع البلدة التي كانت ملعب طفولة الضحايا، وصولا الى كنيسة ميلاد السيدة العذراء وسط البلدة حيث ادت ثلة من رفاق السلاح التحية العسكرية.

وترأس الصلاة لراحة أنفسهم راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور يعاونه لفيف من كهنة الرعايا.

بعد الانجيل المقدس القى منصور عظة قدم فيها التعازي لذوي الضحايا سائلا الله ان يلهمهم الصبر، وقال: "الوقت ليس وقت الكلام والقاء المواعظ في ما صار وفي ما آلت اليه الامور، بل هو وقت الصلاة والتامل في العناية والرعاية الالهية والصبر الذي يرسله الله الى قلوب الاحبة اهل الراقدين المنتقلين الى رحمة الله والذين يحوزون نعمة القيامة".

وبعد القاء نبذة عن حياة الجنديين الضهر وملكي كانت كلمة لكاهن رعية بلدة تلعباس الغربي الاب خليل جريج عبر فيها عن عميق حزنه على الشباب "الذين ما كنا ننتظر ابدا ان نجتمع وعائلاتهم حول نعوشهم، لكنها ارادة الله ومشيئته. واني اتقدم من عائلات الضحايا باحر التعازي ونسأل الله ان يتغمد الله ابناءنا الضحايا بواسع رحمته".

ثم ووريت جثامين الضحايا في مدافن البلدة وتقبلت عائلاتهم التعازي.