الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

حرب بين السيناتور ماكين والرئيس ترامب... العداوة حتّى الموت

المصدر: "ا ف ب"
حرب بين السيناتور ماكين والرئيس ترامب... العداوة حتّى الموت
حرب بين السيناتور ماكين والرئيس ترامب... العداوة حتّى الموت
A+ A-

كانت إحدى الرغبات الاخيرة لـ#جون_ماكين واضحة بجلاء تام، إذ أبلغ السيناتور الجمهوري، فيما كان يكافح سرطانا في الدماغ هزمه السبت، أنه يرفض أن يحضر الرئيس #دونالد_ترامب جنازته.

لم يحاول ماكين والرئيس الأميركي يوما التظاهر حتى بالود. ولم يكن الأمر يقتصر بينهما على تنافر شخصي، بل كانت هناك خلافات جوهرية حول القيم التي يؤمن بها كل منهما، وقد تبادلا الانتقادات علنا.

حين ترشح ترامب للانتخابات التمهيدية الجمهورية في حزيران 2015، معلنا أن المهاجرين المكسيكيين  مجرمون و"مغتصبون" بمعظمهم، ندّد ماكين بخطابه، معتبرا أنه "يؤجج المجانين". فجاء رد ترامب بأن ماكين "أحمق" بالكاد تمكن من التخرج من مدرسة البحرية الأميركية.

ولم يتوقف المرشح عند هذا الحد، بل هاجم طيار الحرب السابق في الشق الأبرز من حياته، والذي يعتبر منزها عن الانتقاد: مساره العسكري، الذي خاض خلاله حرب فيتنام، وأصيب خلالها بجروح، ووقع في الأسر خمس سنوات تعرض خلالها للتعذيب.

وقال الرئيس ترامب الذي استفاد أيام حرب فيتنام من تأجيلات متتالية أعفته من الخدمة في الجيش، بسبب "نتوء عظمي" في كاحله، في مقابلة إن ماكين الذي كان ترامب يستاء من تعاليه عليه "ليس بطل حرب، إنه بطل حرب لمجرد أنه وقع في الأسر". وأضاف: "أنا أحب الذين لم يقعوا في الأسر"، مثيرا موجة عارمة من التنديد.

غير أن ردّ ماكين عكس في شكل جلي التباين في الطباع بين الرجلين. فهو لم يطالب باعتذار شخصي، بل قال: "عليه أن يعتذر من عائلات الذين قدموا تضحيات في النزاع"، والذين وقعوا في الأسر فيما كانوا "يخدمون وطنهم". 

لكنّ صعود المرشح الشعبوي عام 2016 يعتبر بمثابة نبذ للعقيدة الجمهورية على طريقة ماكين، عقيدة حمل رايتها في الانتخابات الرئاسية عام 2008.
وبعد ثماني سنوات، وصل إلى الرئاسة رجل يجاهر بتقديره للمال والثراء، لم يؤد الخدمة العسكرية، وتباهى بتقديم أموال لسياسيين من اليمين واليسار على السواء لتحقيق مآربه، رجل يخالف كل التقاليد الرئاسية. 

ووسط حملة كان يخوضها للفوز بولاية جديدة في مجلس الشيوخ عام 2016، خرج ماكين عن الانضباط الحزبي بعد انتشار فيديو يتباهى فيه رجل الأعمال الملياردير بالتحرش بالنساء، و"الإمساك بهن من أعضائهن التناسلية"، ليعلن أنه سيصوت "لجمهوري محافظ جيد مؤهل ليكون رئيسا".

وفي أحد أيام تشرين الثاني 2016، بعد مدة قصيرة من فوز ترامب بالرئاسة، ثار غضب السيناتور عن أريزونا أمام صحافيين كانوا يطلبون منه باستمرار في مبنى الكابيتول التعليق على تصريحات الرئيس المنتخب. فقال بجفاء: "لا أريد أن تطرح عليّ أسئلة عن دونالد ترامب بعد الآن. هذا حقي كسيناتور".

غير أن هذا الطلب لم يلق استجابة، إذ استأثر ترامب ونهجه بالمناقشة السياسية العامة، وقلب رأسا على عقب تقاليد السياسة الخارجية الأميركية.

لكن أكثر ما اثار استنكار السيناتور  إصرار الرئيس على رفض الإقرار بالتدخل الروسي في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وازداد ماكين الذي كان يترأس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، استياء شهرا بعد شهر، وفتح تحقيقه البرلماني الخاص حول الملف الروسي. وثار غضبا عندما سمع الرئيس يتملق نظيره الروسي فلاديمير بوتين ويهادنه.
وقال إن "الوثوق بكولونيل في الكاي جي بي (الاستخبارات السوفياتية) بدلا من مجمل أجهزة الاستخبارات الأميركية ليس على الإطلاق وضع أميركا أولا"، في إشارة إلى شعار ترامب الانتخابي. 

في الأشهر الأخيرة من حياته، بدا كل ملف من الملفات المطروحة مناسبة لمجابهة الرئيس وتحديه.
فكان ماكين واحدا من ثلاثة أعضاء من الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، أفشلوا في تموز 2017 مشروع إلغاء الضمان الصحي المعروف باسم الرئيس السابق "أوباماكير"، ما أثار غضب ترامب. 

كان يصف الرئيس بأنه "نزق" و"قليل الاطلاع". وندّد في خطاب بـ"القومية الهشة والزائقة التي يفتعلها أشخاص يفضلون إيجاد كبش محرقة على تسوية المشكلات".

وهاجم ترامب في تشرين الأول 2017 في موضوع عزيز عليه. فقال خلال مقابلة حول فيتنام: "أحد أوجه النزاع الذي لن أتخطاه ابدا هو أن الأميركيين الأكثر تواضعا تم تجنيدهم في الخدمة العسكرية، في حين كان الأكثر ثراء يجدون طبيبا يعلن أن لديهم ورما عظميا"، في إشارة إلى الحجة التي تذرع بها الشاب دونالد ترامب للإفلات من الخدمة في حرب فيتنام.

وبقي العداء جليا بين السيناتور والرئيس حتى النهاية. وقبل بضعة أسابيع، لم يشأ ترامب التلفظ باسم السيناتور الجمهوري خلال مراسم إصدار قانون دفاعي أطلق عليه "جون ماكين".

وحين أعلنت عائلة ماكين الجمعة أنه قرر وقف العلاج، لم يصدر أي رد فعل عن ترامب، خلافا لمجمل السياسيين الأميركيين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم