الكبرياء

الكبرياء هي الخطيئة الرئيسة السابعة، بعد الشراهة والفجور والبخل والغضب والحسد والكسل. وإن كانت هذه الخطيئة تأتي الأخيرة في لائحة الخطايا الرئيسة، إلاّ أنّها تحتلّ في رداءها المرتبة الأولى. إنّها الخطيئة بامتياز ومصدر جميع الشرور. عنها يقول سفر يشوع بن سيراخ: "الكبرياء مصدر كلّ خطيئة، والمتمسّك بها يفيض رِجسًا" (سيراخ 13:10). وهي منذ البدء خطيئة آدم وحوّاء اللذين أرادا أن يصيرا كآلهة ويقرّرا بمعزل عن الله ما هو خير وما هو شرّ. وتقوم رداءتها على أنّها في الوقت عينه إنكار لله واحتقار لسائر الناس. إنّها خطيئة الفرّيسيّين الذين قال عنهم السيّد المسيح: "كلّ أعمالهم يعملونها كي ينظرهم الناس: يعرّضون عصائبهم، ويطوّلون أهدابهم، ويحبّون المتَّكآت الأولى في المآدب وصدور المجالس في المجامع، وأن تُلقى عليهم التحيّات في الساحات، وأن يدعوهم الناس ’رابّي‘" (متى 5:23-7). ويظهر ذلك في مثل الفرّيسيّ والعشّار الذي أشار به يسوع إلى "قوم مقتنعين في أنفسهم أنّهم أبرار ويحتقرون الآخرين، قال: رجلان صعدا إلى الهيكل ليصلّيا، أحدهما فرّيسيّ والآخر عشّار. أمّا الفرّيسيّ فانتصب وصلّى في نفسه هكذا: اللهمّ، إنّي أحمدكَ لأنّي لستُ مثل سائر الناس الخطفة الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشّار. إنّي أصوم في الأسبوع مرّتين، وأدفع العُشرَ من كلّ ما يدخل عليّ. وأمّا العشّار فأقام بعيدًا لا يجرؤ أن يرفعَ عينيه نحو السماء بل كان...