الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نضال مجدلاني... صورة لبنان الذي نحبّ

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
نضال مجدلاني... صورة لبنان الذي نحبّ
نضال مجدلاني... صورة لبنان الذي نحبّ
A+ A-

هو عشق للحياة وللطبيعة، هو حبّ للوطن جعلها تخصّص لكلّ هضبة، وادٍ، وسفح من لبنان زيارة. على الأقدام أم في السيارة، تسير غير مكترثة لعواصف الشتاء، للهيب الصيف، مغمورة بنسمات ربيع دائم يرافقها في كلّ رحلاتها في السنة بين السلام والحريّة. مسحورة ببهاء الطبيعة والقرى اللبنانيّة العتيقة، متأمّلة بلوحات هجرتها السنون، تحمل نضال مجدلاني الكاميرا، فتنقلك إلى دنيا كَتَبَ عنها كبار رجال الفكر والكلمة في لبنان ورَسموها وغنّوها ونَحَتوها بأجمل المنحوتات. هي مصورة محترفة، و"هايكر"، وناشطة في شؤون البيئة والتراث. 

تتجوّل في صفحتها بموقعها الشخصي في إنستغرام فتأخذك بلمح البصر من خلال صورها والتعليقات الصغيرة التي تكتبها في رحلة سياحية بين الجديد والقديم لتشتهي زيارة أماكن لم تطئها قدمك من قبل وفيها ما يحاكي العقل والخيال، فيأسرك مثلاً أرز تنورين، بشري والشوف الذي يخاطب السماء، قرميد دوما وحصرون الأرجوانيّ المعلّق على الوادي. تمشي معها في سهل ينهشه العشب الأخضر في عكار والنبطية وعلى ضفاف سطح ماء راقد في أرض كفرسلوان وفالوغا وعمّيق. تنزل معها إلى قعر مياه دافئة في كفرعبيدا وتطفو على وجه نهر العاصي، تتزلّج في قناة باكيش وقمم صنين واللقلوق ثمّ تتسلّق صخور إهمج، لتضيع لاحقاً بين أشجار جربتا وحردين. يبدأ نهارك على شاطئ جونية ثمّ تصعد شمالاً نحو شاطئ أنفة وطرابلس، تستكمل رحلتك التأمليّة في وادي قنوبين ثمّ تستحضر أمجاد التاريخ من خلال أحجار بعلبك وبيبلوس. تجلس مساء أمام أضواء المنارة وتقصد شاطئ صيدا وصور. في ختام رحلتك، تغفو تحت سماء ساهرة على لبنان تتلألأ فيها النجوم لتحلم بطمأنينة في فيء أرزة خضراء من أرز الربّ لم تنهكها الحروب، خالدة، شامخة، ثابتة، تحت السماء وفوق السحاب.

الصور الملتقطة بتقنيّة عالية واحترافيّة، في مناطق مختلفة من لبنان، دفعت النهار لتحاور نضال مجدلاني التي تعتبر أنّ التصوير وسيلتها الخاصة لتعكس ما تراه وتشعر به ولتشجيع اللبنانيّين على المحافظة على الإرث التراثي، الثقافي والطبيعي الرائع في لبنان.

كيف بدأ كلّ شيء ؟

أرادت نضال مجدلاني في بادئ الأمر أن تنقل لعائلتها والأصدقاء ما ترى من جمال خلال نشاطها فطلبوا منها عرض هذه الصور على مواقع التواصل الإجتماعي. لذا، في أوائل 2017، قامت بتغيير خصوصيّة صفحتها في انستغرام لتسمح للجميع زيارتها. مع الوقت، ارتفع عدد المتابعين من 200 إلى ما يتجاوز 13500 متابع. أبقت مجدلاني على صفحتها الرئيسيّة لكونها تعتبر أنّها لم تسعَ بداية وراء غاية ماديّة، جلّ ما كانت تريد تعريف الناس على جمال البلد فأضافت فقط عبارة “travelling Lebanon” تحت اسمها لتعكس حقيقة ما تفعل: تسافر في كلّ لبنان.

يتفاعل اليوم متابعو مجدلاني مع كلّ صورة تنشرها ويطرحون أسئلة قد تخطر على بالك أنت أيضا مثل : كيف نقصد هذه المنطقة؟ هل من مطاعم فيها؟ ما النشاطات التي يمكننا القيام بها؟

وتستنتج مجدلاني أنّ موقعها أصبح مرجعاً سياحيّاً.

أمام اللوحات الفائقة الجمال لا بدّ لنا أن نسأل: ماذا نعرف عن لبنان؟ ما الصورة التي نرسمها عنه في خيالنا؟ وهل أنّ الشعر الذي كُتِبَ في وطننا هو حبر على ورق؟ لا، لقد نُظِّمَ وارتوى من المشاهد نفسها المنقولة بعدسات مجدلاني التي تصرخ: "مش كل ما بدنا ننبسط ونتسلى لازم نسافر، لبنان أجمل من أي محل ممكن نرحلو."

كيف تلتقط إذاً مجدلاني هذه الصور الاحترافية ؟ تمضي مجدلاني عطلتها وهي تجول في أماكن عديدة لتستكشف زوايا ما زالت مجهولة في البلد ولتسليط الضوء على معالم تاريخيّة وثقافيّة، كما تمرّ بقرى وهي تمارس رياضة الهايكينغ، off-road وsnowshoe. وتحتفظ بالمشاهد التي تراها بصور مجبولة بالمشاعر والأحاسيس.

السياحة الداخلية سبيل للتجذّر بالأرض

بما أنّنا نهتمّ بموضوع السياحة الداخليّة التي تساهم في إنماء بلدنا، تشاركنا مجدلاني خبرتها مشدّدة: "حين نشجّعُ السياحة الداخلية، نحثّ الناس على قصد مناطق قرويّة منسيّة، تبعد ساعتين عن المدينة لتمضية يوم رائع فيها حيث يصرفون مالاً وبالتالي يشجّعون بشكل غير مباشر القروي ليحافظ على تراثنا، على الأرض، ليداوم على زراعتها، لينشئ مطعماً أو بيت ضيافة، وليبقى في ضيعته. فإن لم ندعم بعضنا البعض، ستفرغ القرى من سكانها." وتهتف مجدلاني قائلة: "هيدا بلدنا! هيدي أرضنا! هيدي إلنا! منتركها ومنمشي؟"

الدعاية السلبيّة...

تندّد نضال مجدلاني بالدعاية السلبية التي يتمّ ترويجها، والتي تشوّه حقيقة وطننا مشيرة إلى أنّها تحاول إظهار دعاية معاكسة وتسليط الضوء على الواقع الفعليّ للإرث الطبيعي الثقاقي لدينا.

من هنا، لا بدّ من الذكر أنّ موقعها يستقطب "travelling bloggers" من عبر العالم يتواصلون معها للاستدلال.

فعلى سبيل المثال، تشارك مجدلاني "النهار" حواراً أجرته مع شاب ألماني ناقلةً أنه سمع الكثير عن خطورة الوضع في البلد ولكنه حين رأى مجدلاني تجول وتأخذ الصور في كل لبنان فَهِمَ أنه ليس خطراً ولا وسخاً كما يقال، ما دفعه إلى القدوم مع صديقه إلى العاصمة والعمل على بلورة مقال مقترن بصور لينشره مستنتجاً أنّه اكتشف بيروت أكثر أماناً من العديد من المناطق التي زارها في أنحاء العالم.

تفتخر مجدلاني بأنّ الجهد الذي تبذله له صدى خارج لبنان ويحفّز عدداً من المسافرين على وضع لبنان على خريطتهم. مضيفة : "المهم إنو نحنا بالأول نآمن ببلدنا ونحنا نشوفو حلو لنحنا نقدر نقنع العالم إنو هو هالقد حلو".

نظافة لبنان جواز السفر إليه

وتشدّد على أهميّة الحفاظ على نظافة البلد لأنها جواز السفر إليه مشيرة إلى أنّها لا تنشر صوراً على موقعها لبلدات غير نظيفة.

في الختام، نردّد مع نضال مقتنعين بما قالته: "كلّو بالآخر بصب بحبنا لبلدنا، بحبنا لأرضنا... لبنان هوي بلدنا، هو لإلنا وما رح نتركو... ".


تصفح حسابات نضال على: 

انستغرام 

فايسبوك






الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم