الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أبرز ناشطات "Me Too" متّهمة باغتصاب ممثّل قاصر... اشترت سكوته

المصدر: "أ ف ب"، "تي أم زي"
أبرز ناشطات "Me Too" متّهمة باغتصاب ممثّل قاصر... اشترت سكوته
أبرز ناشطات "Me Too" متّهمة باغتصاب ممثّل قاصر... اشترت سكوته
A+ A-

هزّت الاتهامات الموجهة لآزيا أرجنتو حركة #أنا_أيضا التي تشكل الممثلة الإيطالية أحد أبرز وجوهها، مرغمة هذه الموجة العالمية المناهضة للتحرش الجنسي على إجراء مراجعة ذاتية في قضية أكثر تعقيداً مما تبدو عليه.

فقد كانت آزيا أرجنتو من النساء الأوائل اللواتي اتهمن علنا المنتج هارفي واينستين بالاغتصاب، لكنها باتت في موضع الشبهة بعد اتهامها بالاستغلال الجنسي للممثل جيمي بينيت الذي يصغرها بعشرين عاما عندما كان في سن السابعة عشرة في 2013، ثم بمحاولة لفلفة القضية عبر شراء سكوته في مقابل 380 ألف دولار.

وبعد يومين من الصمت، نفت الممثلة التي باتت مهددة بالاستبعاد من النسخة الإيطالية من البرنامج التلفزيوني "إكس فاكتور" الثلثاء هذه الاتهامات التي نشرتها الأحد صحيفة "نيويورك تايمس" استنادا إلى معلومات تقدم بها مصدر لم تسمّه. 

وأكدت أرجنتو في بيان أنها لم تقم "أي علاقة جنسية مع بينيت"، مقرة في الوقت عينه بأنها دفعت له المال بهدف مساعدته لكونه كان يعاني صعوبات مالية.

لكن رغم هذا النفي، تمثل هذه القضية خبرا غير سار لداعمي حركة #أنا_أيضا (Me Too) التي تواجه منذ أشهر انتقادات لتسببها بالإطاحة بعشرات الرجال النافذين على خلفية اتهامات غالبيتها غير مثبتة قضائيا.

وفي جديد هذه الفضيحة، كشف موقع "تي أم زي" عن سلسلة رسائل اعترفت فيها أرجنتو بممارستها الجنس مع بينيت أرفقت أحدها بصورة من أصل أربع صور جمعتها مع الأخير في السرير بعد ممارستهما الجنس، في إشارة إلى أنّ العلاقة تمّت بالتراضي. وجاء في الرسائل تعليق أرجنتو (37 عاماً حينها) بعد اعترافها بإقامة علاقة مع الممثل (17 عاماً) داخل غرفة في أحد الفنادق بكاليفورنيا بأن أحست بـ"شعور غريب". وفيها تقول: "لقد مارست الجنس معه، كان شعوراً غريباً. ولم أعلم بأنه قاصر حتى وصلني الادعاء المهيب، مشيرة إلى أنّ الجمهور لا يعلم شيئاً فقط قصة من طرف واحد (أي من صحيفة نيويورك تايمس). ومن بين النصوص التي أرسلتها أرجنتو لصديق فيها كلمات من بينيت يقول لها بعد علاقتهما: "أحبك من كل قلبي، سعيد جداً للقائنا مرة أخرى. مسرور لوجودك في حياتي"، مضيفة: "أرسل لي هذه بعد ذلك، وظل يرسل لي صوراً عارية خلال تلك السنوات حتى آخر اسبوعين قبل ادعاء محاميه". وتابعت في رسالة أخرى: "لم يكن اغتصاباً كنت مجمدة. قال لي بأنني كنت رغبته الجنسية على مدى سنوات".

وقد شعرت تارانا بورك وهي من مؤسسات الحركة التي منحت مجلة "تايم" القائمين عليها لقب "شخصية العام" السنة الماضية، بالخطر المتأتي من هذه القضية.
وكتبت عبر "تويتر": "الناس سيحاولون استغلال هذه القصص لضرب صدقية الحركة، لا تسمحوا لهم بذلك"، مضيفة: "لا ضحية نموذجية. نحن بشر غير كاملين ويجب أن نحاسب جميعنا على سلوكنا الفردي". 

كذلك دعت الممثلة روزانا أركيت وهي أيضا من اللواتي اتهمن واينستين منذ الأيام الأولى لانكشاف فضيحته، إلى اعتماد موقف متفهم إزاء أرجنتو، ملمحة إلى أن الممثلة الإيطالية قد تكون ضحية ومعتدية في آن، وكتبت عبر "تويتر": "أعرف الكثير الكثير من ضحايا الاغتصاب والصدمات ممن لديهم سلوك جنسي مضطرب. الندوب التي يحملها هؤلاء عميقة". 

وتبدو هذه التعليقات مفهومة خصوصا لكون أرجنتو شخصية جدلية لها حياة شخصية معقدة.
وتعرضت أخيرا لنكسة شخصية "مفجعة" مع انتحار شريك حياتها الطاهي ومقدم البرامج الشهير أنطوني بوردان الداعم الأول لها في كفاحها ضد واينستين. 

وعلقت الخبيرة في مسائل التمييز ضد النساء مونيكا هيسه في مقالة عبر "واشنطن بوست" قائلة: "الخلاصة المنطقية الوحيدة في هذه المرحلة هي أنه من الممكن أن يكون هذان الأمران المروعان حقيقيين في وقت واحد"، لافتة إلى الطابع المعقد لمسائل الاعتداءات الجنسية، إذ لا "تصنيف بسيطاً" لشخص ما كـ"ضحية" أو "معتد" أو "بريء" أو "وحش". وقالت: "عاقبوا أرجنتو إذا ما كان النظام القضائي يتطلب ذلك. اطرحوا أسئلة صعبة عن طريقة التفكير بالضحايا الذين هم في الوقت عينه معتدون. لكن لا تهتموا لتعقيدات هذه المسألة لأنها ليست بالأمر السيئ. هذه الطريقة الوحيدة للإقرار بعدم وجود تصنيفات جاهزة في هذه القضايا بل هناك فقط أشخاص محطمون". 

ومع أنه من المبكر جدا التكهن بحجم الأذى الذي قد تلحقه هذه المسألة بحركة #أنا_أيضا، يحاول البعض منذ الآن الإفادة من التساؤلات الكثيرة التي أثارها.

أول هؤلاء كان محامي واينستين، بن برافمان الذي أكد الاثنين أن هذه الاتهامات الجديدة في حق أرجنتو "تثبت للجميع أن الاتهامات في حق واينستين لم تخضع لتحقيق سليم".
وبنظر هذا المحامي الشهير في نيويورك فإن هذه القضية قد تقوّض ملف الإدعاء ضد المنتج المتهم في مانهاتن بالاغتصاب والإرغام على ممارسة أفعال جنسية في حق ثلاث نساء. ويواجه واينستين احتمال السجن مدى الحياة. 

غير أن بينيت غيرشمان المدعي العام السابق وأستاذ الحقوق في جامعة بايس، رأى أن برافمان يمارس التضليل، واعتبر في تصريح  لوكالة "فرانس برس" أنّ قضية أرجنتو قد "ترخي بظلالها على حركة #أنا_أيضا، هي مثيرة للاهتمام ومشوقة، لكن لا علاقة لها البتة بقضية واينستين"، لأن أرجنتو ليست من النساء الثلاث اللواتي استند القضاء إلى أقوالهنّ لتوجيه الاتهام للمنتج. 

وأشار غيرشمان إلى أن هذه المعلومات قد تكون لها تبعات إذا ما ثبت ضلوع أي من النساء اللواتي استند القضاء إلى أقوالهن لاتهام واينستين في مسائل مشابهة لتلك التي اتهمت بها أرجنتو، مضيفاً: "أظن أن المدّعين العامين قاموا بواجبهم وتحققوا في العمق من سجل النساء اللواتي وجّهن الاتهامات". 

وتابع قائلا: "هم أساؤوا التصرف في قضية (المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي دومينيك) ستروس كان "الذي اتهم باغتصاب عاملة في فندق بنيويورك العام 2011. وقد أوقف المدعي العام في هذه القضية الملاحقات في حق ستروس كان بسبب عدم إثبات صدقية الاتهام في حقه، وقال: "أظن أنهم كانوا يقظين للغاية هذه المرة".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم