الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أراجيح الشارع... فرحة الغلابة في العيد بمصر

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
A+ A-

تظل أراجيح الشارع أبرز مظاهر الاحتفال بالعيد في العديد من الأحياء الشعبية في محافظات مصر المختلفة وقراها ونجوعها، فهي تدخل البهجة والسعادة على نفوس الأطفال للاستمتاع بالعيد وبأقل سعر وكلفة، إذ إنهم يكونون على موعد معها كل مولد وعيد.

يقول عم مجدي فاروق (46 عاماً)، صاحب أراجيح "أولاد سعدالله، بالشارع، لـ"النهار": "أعمل في هذه المهنة منذ ما يقرب من ثلاثين عاماً، واتنقل بالمراجيح التي أمتلكها ما بين أحياء المرج وعين شمس والزيتون، حيث يقبل الأطفال على اللهو بها في كل أوقات العام إلا ان الأعياد لها طابع خاص تتحول إلى موسم والإقبال يكون منقطع النظير، حيث أمتلك أربع مراجيح، اثنتان على شكل مركب وواحدة على هيئة إوزة والأخرى على هيئة حصان وتلف بشكل دائري، ومدة الجولة أو ركوب المرجيحة الواحدة عشر دقائق مقابل جنيهين مصريين لا غير، وعندما يأخذ الأطفال عيديتهم يسارعون إلى ركوب المرجيحة التي تنقلهم من تحت لفوق ومن فوق لتحت". 

وتابع عم مجدي: "أعمل في هذه المهنة منذ 30 عاماً، وقديماً كانت الأراجيح مصنوعة من الخشب وكان هناك حبل يربط بين قاعدة المرجيحة والسنادات، لكن هذا النوع من المراجيح عمره قصير، حيث يضطر صاحب المرجيحة كل فترة إلى تكليف نجار بعمل له أخرى وهكذا، حتى ظهرت المرجيحة المصنوعة من الحديد، وهي أكثر أماناً وعمرها الافتراصي كبير جداً، وتتحمل اللهو واللعب، فيقبل الآباء والأمهات عليها ليلعب بها أطفالهم دون خوف أو قلق".

وأكد مجدي أنه رغم ظهور الملاهي الحديثة وانتشار الحدائق بها لكنها تظل وسيلة الترفيه الأساسية لأبناء الطبقة الفقيرة والمتوسطة، وهذه المراجيح يصنعها حدادون ونجارون من الأحياء المجاورة، وهي في الحقيقة سهلة التصنيع وأدواتها متاحة وبسيطة، مؤكداً أنه صنع مراجيحه الخاصة بنفسه بمساعدة أبنائه، وفي العادة تكلف صناعة الأرجوحة نحو عشرة آلاف جنيه.

يتعامل عم مجدي مع أراجيحه الأربع مثل أولاده، حيث يعتني بهم بشكل يومي وينظفهم بنفسه، ويتابع التأمين على المرابط الحديدية التى تربط القاعدة بالسنادات، حيث يؤكد قائلا: "أبدأ عملي من الصباح وحتى الساعة الثانية عشرة ليلاً لكن يتم استقبال الأطفال في اليوم الأول منذ الصباح وبعد أن يحصلوا على العيدية من أهلهم وذويهم ولمدة ثماني ساعات متواصلة، أما باقى أيام العيد الثلاثة فيتم استقبالهم من الرابعة عصرا حتى الثانية عشرة ليلا. الأطفال هنا لا يحلمون بزيارة الملاهي الحقيقية، فبمجرد ركوبهم مرجيحة الشارع يشعرون وكأنهم يملكون العالم كله الأمر الذي يجعلهم سعداء بأقل ثمن، وخلال أيام العيد تدر عليّ هذه المراجيح نحو ألف جنيه في اليوم الواحد قد تقل قليلا في الأيام الأخرى للعيد".

يقول أدهم أحمد (10سنوات): "أحب كل عام أن أركب مرجيحة الشارع في العيد، والموضوع كله لا يكلفني أكثر من عشرة جنيهات بعكس الملاهي التي أسمع أنها غالية وتحتاج 100 جنيه على الأقل لدخولها وركوب الألعاب بها".

ويشير عم مجدي إلى أن هناك أنواعاً عدّة للمراجيح، فهناك ما يتكون من مقعدين متقابلين، وكل مقعد يكفي لجلوس ثلاثة أطفال، ويدفعها صاحبها للأمام والخلف، وهناك نوع عبارة عن حلقة حديدية دائرية الشكل تتصمن مقاعد على أطرافها، تكفي كل واحدة طفلاً فقط، وهى تلف بالدفع اليدوي حول نفسها.




حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم