مقاتلو المعارضة ينضمون الى العدو...هل ينجح النظام السوري في استيعاب الميليشيات؟
20-08-2018 | 20:55
شكلت الحروب الطائفية التي شهدها الشرق الاوسط مفرخة للميليشيات الطائفية. ومع وضع تلك الحروب أوزارها من لبنان في تسعينات القرن الماضي الى العراق حالياً، كانت الدعوة الى دمج تلك الميليشيات في الجيش الوطني، وصفة مفترضة لتحقيق المصالحة بين أفرقاء النزاع. في لبنان، سجل الانتقال من حال الحرب الى حال السلم، نجاجاً نسبياً، تحديداً في التعامل مع قضية حل المليشيات الذي حصل بسلاسة. وتم استيعاب مقاتلين منها بشكل افرادي لا جماعي في الجيش الوطني والمنظومة الأمنية كجزء من الحل، وخضع هؤلاء لدورات جديدة في التربية المدنية اللبنانية. ولكن التجربة اللبنانية أصيبت بشلل بنيوي من ناحية أخرى بسبب الاستثناء في ما يتعلق بـ"حزب الله" واتسمت بطابع مميز أيضاً مع تحول زعماء الحرب أنفسهم رجال الدولة، فغيروا بزاتهم العسكرية ولبسوا ثياباً مدنية، وهم يتبؤون مذذاك أعلى المناصب في الدولة.ومنذ اطاحة نظام الرئيس السابق صدام حسين، كان تشكيل جيش عراقي بقيادة موحدة خطوة أساسية، ولكن عملياً، اقتصر الضم على ميليشيا مدعومة مباشرة من ايران، الأمر الذي استفز المكونات الاخرى، ولاسيّما بعد حل حكومة نوري المالكي "قوات الصحوة"، التجمعات العشائرية السنيّة التي أنشأتها القوات الأميركية لقتال "القاعدة"، ووقف الحكومة رواتب هذه القوات، من دون أن يتم استيعابهم كما حصل لاحقاً مع قوات الحشد الشعبي. وأثار القرار في حينه ردات عدوانية ساهمت لاحقاً في إيجاد الاجواء التي أدت الى نشوء تنظيم " داعش". وفي الحالتين العراقية واللبنانية، حصل الدمج كجزء من اتفاقات سياسية شاملة وافق عليها أطراف النزاع . أما في سوريا، فقد اتخذت التجربة منحى مختلفاً، إذ يرغم النظام السوري مسلحي المعارضة الذين يلقون أسلحتهم على الانضمام الى ما سمي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول