الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

اليونان تطوي صفحة برنامج المساعدات... التقشف مستمر

المصدر: (أ ف ب)
اليونان تطوي صفحة برنامج المساعدات... التقشف مستمر
اليونان تطوي صفحة برنامج المساعدات... التقشف مستمر
A+ A-

تخرج #اليونان اليوم، رسمياً، من آخر خطط المساعدات التي لا تلقى شعبية إطلاقا والمطبقة منذ 2010 لكن بدون أن تنهي بالكامل اجراءاتها التقشفية وإصلاحاتها. 

وصرّح ماريو سينتانو رئيس مجلس حكام الآلية الأوروبية للاستقرار التي رعت البرنامج الأخير، في بيان صباح اليوم، "للمرة الأولى منذ مطلع 2010، تقف اليونان على قدميها".

ورأى سينتانو وزير المال البرتغالي الذي يترأس مجموعة الأورو أن ذلك يأتي "نتيجة جهد استثنائي بذله الشعب اليوناني والتعاون الجيد من قبل الحكومة اليونانية الحالية وجهود الشركاء الأوروبيين" الذين وافقوا على منح قروض وإعادة هيكلة الديون.

من جهته، قال الناطق باسم الحكومة اليونانية ديمتريس تزاناكوبولوس في مقابلة صباح الاثنين مع إذاعة "ريل اف ام" إن "الاقتصاد والمجتمع وكل البلاد دخلت في مرحلة جديدة".

وأضاف أن رئيس الوزراء اليكسيس تسيبراس سيتوجه بخطاب إلى الشعب اليوناني الثلثاء "اليوم الأول من خروجنا من البرنامج" الدولي.

وبعد البرتغال وإيرلندا وإسبانيا وقبرص، أصبحت اليونان آخر دولة في منطقة الأورو تخرج من خطط المساعدة الأوروبية التي جنبت هذه الدول ومعها منطقة الأورو الانهيار.

وتلقت اليونان في ثلاث خطط متتالية في 2010 و2012 و2015 قروضا بقيمة 289 مليار أورو، مقابل أصلاحات بنيوية يعترف بعض الدائنين اليوم بأنها لم تكن مثالية وأدت إلى خسارتها ربع إجمالي ناتجها الداخلي خلال ثماني سنوات وارتفاع معدل البطالة إلى 27,5% في 2013.

وقال سينتانو إن الأمر "استغرق وقتا أطول مما كان متوقعا، لكنني أعتقد أننا حققنا هدفنا"، مشيرا إلى أن "الاقتصاد اليوناني بدأ يسجل نموا (ارتفع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 1,4 بالمئة في 2017)، وسجل فائض في الميزانية (...) ومعدل البطالة في تراجع مستمر"، مع أنها ما زالت عند 20 بالمئة.

لكن المفوض الأوروبي للشؤون الاقتصادية بيار موسكوفيسي قال في نهاية الأسبوع الماضي إن "زمن التقشف انتهى لكن البرنامج لا يشكل آخر هذه الإصلاحات".

لكنه أشاد في تصريحات لإذاعة "فرانس انتر" الاثنين بهذا "اليوم التاريخي" لليونان. وقال موسكوفيسي "إنه يوم عظيم بل تاريخي لليونان" التي "لم تكن خلال عشر سنوات تحت الوصاية فقط بل تحت ضغط برامج للمساعدة".

وأضاف أن اليونان "ستتمكن بعد الآن من تمويل نفسها من الأسواق (...) وتحديد سياستها الاقتصادية مع مواصلة الإصلاحات بالتأكيد".

أما حاكم المصرف المركزي اليوناني يانيس ستورناراس، فقد صرح في مقابلة الأحد مع صحيفة "كاثيميريني" إن "اليونان ما زال أمامها طريق طويل".

وعبر عن مخاوفه إزاء احتمال أن "تتخلى" الأسواق عن اليونان إذا تراجعت عن إصلاحاتها.

وبفضل إعادة جدولة الديون وخصوصا إطالة أمد تسديدهه، وهو ما حصلت عليه اليونان من شركائها الأوروبيين في حزيران، تؤكد أثينا أنها ستكون قادرة على تغطية احتياجاتها المالية حتى نهاية 2022، ما سيسمح لها بعدم الاقتراض من الأسواق إلا في الأوقات المناسبة.

لكن ديونها ما تزال تمثل 180 بالمئة من إجمالي الناتج الداخلي على المدى البعيد في حين يشكك صندوق النقد الدولي في أن تكون أثينا قادرة على تسديد ديونها.

لكن الحكومة اليونانية تقول إن احتياجاتها المالية ستبقى تحت العشرين بالمئة التي حددها الاتحاد الأوروبي.

حاول رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس من حزب سيريزا اليساري الراديكالي مع وزير ماليته آنذاك يانيس فاروفاكيس تليين شروط البرنامج الثاني عند وصوله إلى السلطة في كانون الثاني 2015.

لكن رغم "لا" حازمة من اليونانيين للدائنين في استفتاء شعبي، اضطر تسيبراس في نهاية الأمر إلى التوقيع على خطة المساعدة الثالثة في تموز التالي لتفادي خروج اليونان من الأورو.

وقد أكد في حزيران أنه يريد "عدالة اجتماعية" أكبر، إذ إن تحسن الأرقام الاقتصادية لا ينعكس فعليا على اليونانيين.

وقال الناطق باسم الحكومة اليونانية إن الحكومة وعدت "بسياسات دعم اجتماعي وتخفيف" عن الأكثر فقرا.

وكتبت صحيفة "تا نيا"، القريبة من المعارضة، في تلخيص للشعور بالسخرية "في 21 اب، تنتهي خطة المساعدات لكن الكابوس مستمر".

وذكرت "كاثيميريني" (يمين ليبرالي) في العنوان الرئيسي لنسختها الانكليزية الاثنين أن "اليونان أمامها الكثير الذي يجب ان تعبره"، مشيرة إلى أن "الاقتصاد هش وضعيف في مواجهة تقلبات الأسواق".

ويشدد الخبراء الاقتصاديون وبينهم أستاذ الاقتصاد نيكوس فيتاس على "الضرورة الملحّة" لتسجيل "نمو قوي جدا" في السنوات المقبلة يتجاوز ال2 بالمئة المتوقعة بشكل عام "وإلا ستتواصل معاناة العائلات".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم