الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

جيل "سامبو": النساء يتخلّين عن العلاقات والزواج والإنجاب!

جاد محيدلي
جيل "سامبو": النساء يتخلّين عن العلاقات والزواج والإنجاب!
جيل "سامبو": النساء يتخلّين عن العلاقات والزواج والإنجاب!
A+ A-

بحسب آخر الإحصاءات والدراسات الصادرة عن المعهد الكوري للسكان، فإن أعداد النساء في كوريا الجنوبية، الرافضات للزواج، يتزايد عاماً بعد العام، ما جعل البلاد تملك أدنى معدل للخصوبة في العالم. ومع هذا المؤشر الخطير، سيبدأ بطبيعة الحال عدد سكان البلاد في التقلص. ولهذه الظاهرة الخطيرة عدة أسباب، فعلى سبيل المثال، الفتيات الكوريات ينخرطن بشكل كبير في سوق العمل، وبالتالي أصبح لديهن إنشغالات كثيرة، وقد لا يمتلكن الوقت للتعرف إلى الرجال والزواج منهم وإنجاب الأولاد. كما تشير النقابات في البلاد، إلى أنه لا يتم تنفيذ قوانين صارمة لمنع تعرض النساء للتمييز ضدهن بسبب حملهن، فالكثير من النساء يتعرضن لمضايقات بهدف إجبارهن على ترك العمل بعد معرفة أنهن حاملات، لأن سوق العمل في البلاد يتطلب ساعات عمل طويلة وشاقة، وهذا يعود في الغالب إلى التقدم الاقتصادي الكبير الذي حققته كوريا الجنوبية على مدى السنوات الخمسين الماضية، والذي نقلها من مصاف البلدان النامية إلى واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم. ولكن الدور الذي تلعبه النساء في هذا التحول يجري تجاهله في أغلب الأحيان أو لا يتم تقديره، كما يقع على عاتق النساء العمل خارج المنزل بالإضافة الى توفير الرعاية الكاملة للأسرة، كي يخرج الرجل للعمل ويكون تركيزه المطلق على عمله فقط.

وأصبحت المرأة الكورية الجنوبية تؤدي وظائف كانت حكراً على الرجال في السابق، سواء في المناصب الإدارية أو المهنية. وعلى الرغم من هذه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية السريعة، مازال التغير في النظرة الاجتماعية، التي تميز على أساس الجنس بطيئاً. فإن تربية الأطفال تكاد تكون مسؤولية المرأة الكورية بالكامل، وأكثر من ذلك، قد يطلب منها العناية بأهل زوجها إذا مرض أو توعك أي منهما، وذلك بحسب التقاليد والعادات. وتشير أرقام منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، إلى أن الرجل الكوري الجنوبي يقضي نحو 45 دقيقة في اليوم في العمل غير المدفوع الأجر، مثل رعاية الأطفال، في حين تقضي المرأة خمسة أضعاف ذلك الوقت. وما يخيف النساء أكثر أيضاً من الإرتباط بحسب الدراسات، هو العنف الأسري من قبل الأزواج والذي يسود بنسبة عالية في البلاد، أو حتى "الانتقام الإباحي"، وهي عبارة عن "قضية كبيرة" في كوريا الجنوبية، حيث تنتشر حالات كثيرة لفتيات يتعرضن لنشر صور إباحية لهن على الإنترنت، دون رغبتهن، من قبل عشيق أو خطيب سابق في أغلب الأحيان.

ونشر المعهد الكوري للجريمة نتائج استطلاع للرأي العام الماضي، اعترف فيه 80% من الرجال بأنهم أساؤوا لشريكاتهن السابقات. وانخفض معدل الزواج في كوريا الجنوبية لأدنى مستوى له منذ بدء السجلات المدنية، إذ يبلغ حاليا 5.5 من كل ألف شخص، مقارنة بـ 9.2 من كل ألف شخص في عام 1970. وهناك عامل آخر يسهم في العزوف عن تكوين أسرة في كوريا الجنوبية، إذ على الرغم من مجانية التعليم الحكومي، فإن الطبيعة التنافسية للتعليم في المدارس تدفع الأهالي لتأمين مبالغ إضافية حتى يتمكن أطفالهم من الحصول على دروس إضافية لتحقيق نتائج دراسية جيدة. وكل هذه العوامل، أدت إلى إنتاج ظاهرة اجتماعية جديدة في كوريا الجنوبية، تعرف بجيل "سامبو"، وتعبير "سامبو" يعني التخلي عن ثلاثة أشياء، العلاقات والزواج والإنجاب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم