الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"ديور" "تنسخ" سترة رومانيّة تقليديّة... "الفضيحة" تُسعِد حرفيّي بيهور

المصدر: "ا ف ب"
"ديور" "تنسخ" سترة رومانيّة تقليديّة... "الفضيحة" تُسعِد حرفيّي بيهور
"ديور" "تنسخ" سترة رومانيّة تقليديّة... "الفضيحة" تُسعِد حرفيّي بيهور
A+ A-

فوجئ حرفيون في منطقة #بيهور الرومانية، للوهلة الأولى، عندما اكتشفوا أن إحدى مجموعات دار "#ديور" ضمّت تصميما مطابقا للباسهم التقليدي. وهم سعداء بهذا الامر، إذ بدأت تنهال عليهم الطلبيات.

وهم على اقتناع بأن إحدى عارضات دار الأزياء الشهيرة ارتدت، خلال مجموعة خريف- شتاء 2017، سترة قصيرة من دون أكمام، مصنوعة من جلد الخروف تزخر بالتطريزات الملونة، ويذيلها الفرو الاسود، كان يرتديها اسلافهم في المناسبات الكبرى.

وتقول دورينا هانزا، وهي مطرزة تبلغ 52 عاما: "في ذلك اليوم، كتبت أول تعليق لي على الفايسبوك، شاكرة دار ديور، لأنها أدركت قيمة هذه القطعة الجميلة".

الذهول لم يقتصر على هانزا والحرفيين الآخرين في المنطقة الواقعة في شمال غرب رومانيا. فقد رأت وسائل إعلام محلية في الأمر فضيحة، متّهمة دار ديور بـ"السرقة".

وتقول آنا فولريا، منسقة مجموعة من الحرفيين في بيوش قرب الحدود مع المجر: "منذ ذلك الحين، يريد الجميع الحصول على سترة كهذه"، معتبرة أن الاقبال هذا مبرر، "إذ إن هذه السترة لنا 100%".

وتؤكد انه "كان ينبغي عليهم أن يقولوا: لقد استعرنا السترة من الشعب الروماني". إلا أنها سعيدة رغم ذلك بتسليط الضوء على هذه السترة التقليدية. وتقول: "لولا ذلك، لربما ضاع هذا التقليد".


ديانا نابروديان (44 عاما) سعيدة أيضا. وتوضح بحماسة ان "نسخ السترة كان فكرة سديدة. فهذا يثبت أنها جميلة". وقد باشرت أمينة المكتبة هذه التي تعشق التطريز، إعداد أول سترة تقليدية كهذه. 

وقد وجدت من يشتري السترة، وهي رومانية مقيمة في الخارج، ومستعدة لدفع 500 أورو لشراء هذه القطعة التي تحتاج الى تطريز دقيق يستغرق أسابيع عدة. وهو سعر أقل بكثير مما عرضته دار "ديور" لسترتها. إلا أنه يشكل إضافة مهمة في هذا البلد، حيث يصل متوسط الأجور الى 520 أورو.

وتقول ديانا هيرديلو (33 عاما)، وهي خياطة شابة من بيوش: "شكرا ديور. فبفضلك، جدّدنا حبنا للباسنا التقليدي". وهي تستعد للبدء بصناعة هذا التصميم، نظرا إلى النجاح الذي يلاقيه.

وردا على هذا النجاح المتعاظم، أطلقت مجلة "بو موند" الرومانية ووكالة الاعلانات "ماكان" حملة عبر الانترنت بعنوان: "بيهور كوتور"، فضلا عن موقع إلكتروني يمكن من خلاله شراء السترات والقمصان المطرزة والسلاسل التقليدية. وتلقى الموقع حتى الآن أكثر من مليون زيارة، مع طلبيات شملت نحو ألف قطعة.

وتقول رئيسة التحرير السابقة روكسانا دوبريتا: "هدفنا كان مساعدة سكان تلك المنطقة لي يبرزوا عملهم وتقاليدهم التي شارفت على الاندثار"، مرحبة "بالطلبيات الكثيرة" التي تلقاها حرفيو بيهور.


رغم هذا النجاح غير المباشر، يعتبر كاتالان دوبره، مدير الابتكار لدى وكالة "ماكان"، أن "أوساط الموضة ينبغي أن تبذل المزيد لدعم التقاليد. فعبر العالم، تستوحي ماركات كبيرة كثيرة من ثقافات مختلفة، من دون أن تعترف بذلك". 

ويرى هوارتيو إيليا، المسؤول في متحف المزارع الروماني في بوخارست، أن الاتهامات الموجهة إلى دار "ديور" غير مبررة، مؤكدا أن "الثقافة حية، والافكار تتناقل، ولا يمكننا أن نمنع ذلك". وشدد على أن "الاستعارة الثقافية موجودة منذ العصور القديمة".

ويقول: "بدلا من انتقاد مَن نسخ هذه القطعة من دون أن يتنبه الى ذلك، او من دون أن يحصل على موافقة، ينبغي على رومانيا الاستفادة من هذا الامر من خلال إطلاق حملة ترويج لاعمالها الحرفية التقليدية".

وبعيدا عن المناقشة حول وجود سرقة ثقافية من عدمها، لاحظ سكان المنطقة أن السترة التي ارتدتها عارضة الازياء الباريسية كانت تحمل رسوما خاصة بالرجال فقط.

ويشدد كريستيان توتا، مدير متحف بيوش المحلي، على أن "ظهر السترة حمل شكلا يشبه العضو الذكري يمكن الرجال البالغين ارتداءه فقط".

وتؤكد هانزا انه "لا يسمح التقليد للمرأة بارتداء سترة مخصصة للرجل، والعكس صحيح"، مشيرة إلى أن "في الامر امتهانا وتطاولا".
وتعتبر أن دار الازياء الفرنسية الشهيرة "لم تكن على دراية بذلك بالتأكيد". 

ولم ترد دار "ديور" على محاولات وكالة "فرانس برس" الحصول على تعليق حول الاتهامات الموجهة اليها بـ"نسخ" هذا اللباس.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم