الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

التنمية الاقتصادية في لبنان: إعادة "الثقة" بالمجتمع لا الدولة فقط

المصدر: "النهار"
Bookmark
التنمية الاقتصادية في لبنان: إعادة "الثقة" بالمجتمع لا الدولة فقط
التنمية الاقتصادية في لبنان: إعادة "الثقة" بالمجتمع لا الدولة فقط
A+ A-
بول سالم عندما سئل العالم الاقتصادي امارتاياسن، الحائز جائزة نوبل في الاقتصاد، ما هو اهم تطور في مجال التنمية الاقتصادية في القرن العشرين، أجاب: انتشار النظام الديموقراطي في العالم. ويؤكد هذا الاقتصادي اللامع ان الديموقراطية والمجتمع المدني ودولة القانون والحكم الصالح هي شروط اساسية للتنمية الثابتة والمستدامة. فالديموقراطية تفتح المجال للحوارات العامة ولتفاعل هيئات المجتمع المدني ومؤسساته ولتحرير طاقات الفرد ولوسائل أخرى مباشرة كالانتخابات على نحو يخلق روابط وثيقة بين المجتمع وحاجاته الاقتصادية وفرصه من جهة والدولة من جهة اخرى. فهذا يدفع الحكم والحكام الى خلق مناخات وسياسات عامة تراعي مصالح المجتمع واقتصاده في الأمد الطويل. فالعوائق الاساسية للتنمية المستدامة هي عوائق مجتمعية وثقافية ومدنية وسياسية، واذا ما استقامت المستويات هذه انطلقت عجلة الاقتصاد بحيوية وثبات. قال رئيس كوريا الجنوبية كيم داي يونغ بعد ازمة آسيا الشرقية الاخيرة ان الديموقراطية والتنمية الاقتصادية هما عجلتان للمركبة نفسها. فالتنمية عملية بشرية مجتمعية تتميز بالمبادرة والابداع والاندفاع والتعاون والتفاعل والتبادل والانتاجية. وككل نشاط انساني، فالاطار المجتمعي والسياسي الذي يجري النشاط من ضمنه هو الذي يحكم نجاح النشاط او فشله. ان دور المجتمع المدني في الاقتصاد يزداد اهمية في زمن يتخطى الاقتصاد الاطر الزراعية والصناعية البدائية المعتمدة على نحو كبير على المواد الاولية، الى الصناعات المتقدمة والخدمات المعتمدة اولا واخيرا على الطاقة البشرية. وفي بلد مثل لبنان حيث لا نفط ولا مواد اولية مهمة فالانسان والمجتمع المدني الذي ينشئه هما الاساس. يمكن تعريف المجتمع المدني كمجموعة المؤسسات والجمعيات الطوعية التي تجمع الناس لأغراض او اهداف مجتمعية مشتركة. فتؤطر مؤسسات المجتمع المدني النشاط الفردي في موازاة الاطر الرسمية المتمثلة بالدولة ومؤسساتها وموازاة القطاع الخاص الذي يعمل بغرض المردود المادي. تؤدي مؤسسات المجتمع المدني، ضمن مثلث الدولة المجتمع المدني القطاع الخاص، دورا اساسيا في صناعة الثقافة الاجتماعية والاقتصادية وفي صقل الفرد بقيم اجتماعية واقتصادية ومدنية اساسية. وعلى رغم ان الاهمية المباشرة للمجتمع المدني في الاقتصاد لا تبدو واضحة فإن العلاقة الطويلة الأمد بين المجتمع المدني الحر والناشط من جهة والتنمية المستدامة من جهة اخرى هي علاقة بات يجمع عليها عدد كبير من المفكرين العالميين. في دراسة مهمة عن ايطاليا الشمالية والجنوبية حاول المفكر السياسي روبرت باتنام ان يفهم اسباب الفارق الاقتصادي الشاسع بين اطراف ايطاليا الشمالية والجنوبية رغم تشابه مواردهما. وتبين له ان نجاح ايطاليا الشمالية ونموها المستدام يستند الى الاساس الاجتماعي لايطاليا الشمالية المتميزة بمجتمع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم