الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هذه الوصفة العقلية لتلقيح لبنان!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
A+ A-

لا يقهر هذا الانحطاطَ الوطني السياسي الأخلاقي، هذا التمرّغ، هذا العهر، هذا التصاغر، هذه السفالة، هذا الكره، هذا التشفّي، هذا الثأر، هذا الطمع، هذا الاستبداد، هذا البخل، هذا الاحتقار، هذا الازدراء، هذا التواطؤ، هذا التفكّك، هذا الانحلال، هذه اللامبالاة حيال لبنان الخير والحلم والأمل، إلاّ "الإيمانُ" بلبنان الخير والحلم والأمل.

لا يقهر هذه الطبقةَ السياسية، هذا التناطح في ما بين أطرافها، هذه الصفقات المتبادلة، هذا الإلحاح على مواصلة العمل المجتهد للحؤول دون انفراط عقد "الوحدة الوطنية الكاذبة"، هذا "الحبّ" الذي يوحّد الجهود المشتركة لقتل لبنان، إلاّ "الإيمانُ" بفكرة لبنان. لبنان الحقيقة العقلية الخلاّقة المتواضعة. لبنان الفرادة الحلمية. لبنان الاستثناء الروحي والوجداني. لبنان المختبر. لبنان الشاعر. لبنان العلم. لبنان الحرية. لبنان التنوّع. لبنان المدنيّ العلمانيّ الإنسانويّ الطليق الحرّ من كلّ قيدٍ وشرط.

لا يقهر هذا القبولَ العدميّ بالموت اليوميّ البطيء، المنظَّم، الممنهَج، على أيدي حكّام لبنان، وبوحيٍ من غرائز زعمائه وقادته وقوّاده، وحكماء مذاهبه وطوائفه، و"أيدي" أوصيائه، إلاّ "الإيمانُ" بلبنان القادر على مغالبة كلّ هذه الأوجاع الوجوديّة المتراكمة، وتحمّل ضنى العيش، وإنْ في قبر، منتظراً اللحظة الحاسمة لدحرجة الحجر العظيم عن القبر المنتِن الذي وضعه فيه هؤلاء، قسراً وظلماً وبهتاناً.

لا يقهر هذا الرضوخَ لدولتَين، لسلطتَين، لجيشَين، لسيادتَين، إلاّ الامتناعُ العقلانيّ الصنديد العنيد الذكيّ الحكيم العارف الواعي، عن "التعايش" في دولتَين، بين سلطتَين، وجيشَين، وسيادتَين.

لا يقهر هذا السمَّ الجماعيّ الزعاف الذي تنفثه الثعابين والأفاعي، إلاّ "السمُّ" الطيّب اللذيذ الأنيق الشافي، المخبَّأ في أقبية العقل والروح والقلب والوجدان، لدى زهّاد لبنان، وأحراره. هذا "السمّ" المضادّ القهّار، لا بدّ من أن يتقطّر وينهمر ويشيع ويسيل في الباطن، في الهواء، في الغيوم، في الأراضي، في الأماكن، في الدساكر، في الوهاد، في الجبال، في السهول، في البراري، في الغابات، في الفلوات، في المدن، في القرى، في السواحل، في الشواطئ، ليغسل لبنان من أدران هؤلاء، ويجعله عريساً بهيّاً، قائماً من الخراب والركام، مستعدّاً للعرس المُرجأ والمُصادَر على أيدي أعداء لبنان، وهم "أحبابه" وأعداؤه الداخليون والخارجيون.

لا يقهر هذا "اللبنانَ الممودَر"، إلاّ لبنانُ الحبّ القادر على نقل الجبال من مواضعها، واجتراح المعجزات، في زمن تكاثُر المعجزات الزائفة والرخيصة والكاذبة.

هذه وصفةٌ معنويةٌ و"طبّية" لقهر "لبنان هؤلاء"، ولتخليصه من "هؤلاء".

آمِنوا بهذه الوصفة.

شارِكوا في هذه الوصفة.

إلتحِقوا بـ"أطبّاء" هذه الوصفة.

وزِّعوا هذه الوصفة في كلّ ليل وفي كلّ نهار. لا تتركوا مكاناً، لا في الواقع ولا في الافتراض. لا في الحقيقة ولا في الحلم أو في الخيال.

هذه الوصفة خذوها. واختبِروها. وطبِّقوها.

هذه الوصفة تلقّحوا بها.

لقِّحوا بها لبنان العقل الوجدانيّ الروحيّ المدنيّ العلمانيّ الإنسانويّ... تُنقِذوا لبنان!

[email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم